للوهلة الأولى، يبدو الوضع طبيعيا في تل أبيب، حيث يمارس بعض أبناء المدينة الرياضة من هرولة أو ركوب الدراجة الهوائية. لكن السكان يعربون عند الحديث معهم عن صدمتهم لشعورهم فجأة بأنهم «عرضة للخطر» وعن فقدان الثقة بـ «المنظومة الأمنية»، بعد أسبوعين على هجوم طوفان الأقصى غير المسبوق الذي شنته حركة حماس.
وتقول الخمسينية رافيت شتاين التي تعمل في مجال التأمين وهي تنزه كلبها وسط تل أبيب «لم يسبق لي أن شعرت بهذا المستوى من الضعف والخطر».
وتدوي مرارا في اليوم بأرجاء المدينة صفارات الإنذار من رشقات صاروخية تطلقها الفصائل الفلسطينية من قطاع غزة الواقع على بعد حوالي 60 كيلومترا إلى الجنوب.
وتضيف ربة العائلة «منذ الهجوم الرهيب يلازمني هاجس أن يعيدوا الكرة، لذا أحاول ممارسة نشاطات طبيعية مثل إخراج كلبي في نزهة».
وتؤكد انهم «نجحوا في جعلنا نشعر بأننا معرضون للخطر» من دون أن تذكر صراحة حركة حماس التي شنت كتائبها «عز الدين القسام» الهجوم الأقوى منذ النكبة.
وردت الدولة العبرية بقصف مركز متواصل على قطاع غزة وحشدت عشرات الآلاف من جنودها على حدوده استعدادا لعملية برية.
ويقول خبير البرمجة المعلوماتية عوفر كادوش البالغ 46 بعدما مارس رياضة الهرولة على الشاطئ الخالي رغم عطلة السبت اليهودية «فقدنا الثقة بمنظومتنا الأمنية. كيف لا؟».
ويضيف: «استعادة هذه الثقة ستحتاج إلى وقت طويل. بانتظار ذلك سأشتري سلاحا».
وأقر النواب الإسرائيليون إجراءات قانونية جديدة لتسليح المدنيين، وكشفت جلسة برلمانية، أنه منذ السابع من أكتوبر تقدم نحو 41 ألف إسرائيلي بطلب رخصة حيازة سلاح في مقابل ما معدله 38 ألفا سنويا.
كذلك يخالج شعور الخطر وانعدام الثقة ميشال حداد وهو فرنسي إسرائيلي يبلغ 63 عاما أتى من مرسيليا مطلع الثمانينات للإقامة في إسرائيل.
ويقول: «لطالما كنت يساريا ولم أفوت أي تظاهرة احتجاج على مشروع الإصلاح القضائي لحكومة» بنيامين نتنياهو، مضيفا: «لم أفكر قط أنه سيحل يوم أفكر فيه أن أحدا في عائلتي سيشتري سلاحا بغرض الحماية».
ويقول انه منذ السابع من أكتوبر تنام ابنته مع سكينين على الطاولة المجاورة لسريرها فضلا عن عصا بيسبول، ولا تتوقف عن التحقق من أن بابها موصد بإحكام وتراقب الشارع من شقتها في الطابق التاسع.
وقد اشترى سكان ألواحا خشبا لتدعيم أبواب مداخل شققهم ومنازلهم وعدم السماح بفتحها من الخارج.