معكم دائما سنبقى وأبدا.. معكم دائما سنبقى يا فلسطين، يا أيتها العشق الحقيقي لكل نفس سوية ولكل عربي أصيل، يا صاحبة شعب الجبارين، ذلك الشعب الذي لا ينحني حتى مع الموت والجبروت ولا عزاء للمتخاذلين ولا المرجفين.
فلسطين يامن جبرتِ ضعفنا وسترتِ عوراتنا ورفعتِ رؤوسنا، فأنت تاج للعرب ومرد للكرامة، وانتِ القضية التي يستحيل أن تغفو أبدا وفي كل يوم تقلقين أعين النائمين.
فلسطين أنت وجهتنا، فلسطين أنت موطننا، تنحني الكلمات كي تتكلم فتعجز، لكن صدورنا تهتف باسمك وتبكي لأجلك وتحمل لك كل الحب والدعوات، فأنت بالقلب دوما وليس يوما، وكأن ترابك يسري في عروقنا يا فلسطين، وكأن القلب لم يحمل يوما سوى حبك العظيم.
فلا توجد كلمات قادرة على أن تمنح البطولة حقها أو تكلل رجالك بطوق الياسمين، فالمقاومة الفلسطينية قالت كل شيء ولم يتبق من الكلام إلا الفتات، وقد أرسلتم رسالتكم في كل الاتجاهات.
لن يلوثكم شيء ولم تستسلموا أو تعلنوا أبدا عدم الثبات، صامدين كسرتم أكبر جدار للخوف منذ عشرات السنوات.
أنت لست وطنا لشعبك فقط بل أنت قلوبنا وهواؤنا الذي نتنفس، لذلك قلوبنا لك تهفو دائما والعيون لك تدمع، أنت وطن للأسياد يا فلسطين وفي كل يوم يولد لك شهيد.
تعز على قلوبنا كل آه تخرج منك، وتعز على قلوبنا كل حبة رمال من أرضك الطاهرة، نعلم علم اليقين يا فلسطين أن العدو الصهيوني في قتاله ضدكم لا يدافع عن قضية حق له، ولا يدافع عن وطن مسلوب منه، ولا يدافع عن دين، فكيف تكون به تضحية، وشجاعة؟!
بعكسك يا فلسطين، يا من تقاتلين من أجل أرضك، ومدرستك، وبيتك، ومدينتك التي اغتصبها منك اليهود.
تقاتلين من أجل قضيتك والتي هي حق مكتسب.. حق قديم، وطن مسلوب وحرية مسلوبة.
تقاتلين من أجل كرامة سلبت وأرواح شعبك التي أزهقت، تقاتلين من أجل شعبك وأطفالك وأمهاتك وأبنائك وإخوانك وأخواتك.
تقاتلين من أجل مقدساتك، فثالث الحرمين هو المسجد الأقصى، مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فالفلسطينيون لهم مقوماتهم، وأركانهم المنطقية والدينية.
فلذلك أنت قد كسرت كل الحواجز الصعبة لتصلي إلى هذه القوة الجبارة، والتي لاتزال تعطي بسخاء في أرض المعركة وأصعبها.
اللهم احفظ روح كل مقاوم في فلسطين وارزقه السكينة والنصر، والثبات على الإيمان في أوج المصائب والمجازر.