بيروت - عمر حبنجر -خلدون قواص - أحمد عز الدين
في تقديرات بعض المتابعين في بيروت لا فتح للجبهة الجنوبية مع إسرائيل، باعتبار أن الاجتياح البري لقطاع غزة ماتزال دونه عقبات داخلية وخارجية، وأما إخلاء المستوطنات الشمالية، من جانب حكومة بنيامين نتنياهو، فهو أقرب الى التهويل وتسجيل للنقاط على محور غزة.
وتستند هذه التقديرات الى الإجماع الغربي على تحييد لبنان عما يجري في القطاع، ومثله الإجماع أو شبه الإجماع اللبناني والعربي، وثمة عامل لبناني إضافي يتمثل في تحفظ الفعاليات الشيعية، حتى بعض الحزبية منها، على التورط في هذه الأزمة، تفاديا للنزوح المهين والخراب المرتقب وانسداد أبواب الهجرة والعمل.
ويلاحظ من صمت الرئيس نبيه بري عن الكلام طوال هذه الفترة أن الصوت الشيعي الآخر بات مسموعا، ودرءا للمقاربة فإن صمت الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله له مبرر آخر. وهو ما أوضحه عضو كتلة نواب «حزب الله» البرلمانية حسن فضل الله الذي أكد أن الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله يقود المواجهات مع القادة الميدانيين، وان اطلالته الإعلامية جزء من إدارة المعركة.
واعتبر في حديث لتلفزيون «الميادين» أن «عدم اطلالة السيد حسن نصرالله تربك العدو أكثر وعندما يأتي موعد الاطلالة ستجدونه قد أطل على الرأي العام ونحن جاهزون لكل الاحتمالات».
وهذا لا يعني أن «حزب الله» مصر على فتح الجبهة الشمالية، كما يزعم وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت، لكن الحزب ملتزم تجاه «حماس» وكجزء من «ترابط الساحات» بالتدخل، حال التحرك الاسرائيلي في اتجاه غزة، كما حاله تجاه مصدر إمداده في طهران ودمشق، حيث يتواجد قائد الحرس الثوري الايراني إسماعيل قآني بصورة شبه دائمة.
أما عن الحكومة اللبنانية، ودورها في هذه المعمعة، فقد أكد رئيسها نجيب ميقاتي أمس، تواصل الاتصالات الخارجية والداخلية لحماية بلاده ووقف الاعتداءات الإسرائيلية ومنع تمدد حرب غزة إلى لبنان.
وجاء كلام ميقاتي بحسب الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية أمام زواره.
وقال إن «الاجتماعات والاستعدادات التي نقوم بها من أجل وضع خطة طوارئ لمواجهة ما قد يحصل، هي خطوة وقائية أساسية من باب الحيطة، لأننا في مواجهة عدو نعرف تاريخه الدموي، ولكننا في ذات الوقت مطمئنون الى أن أصدقاء لبنان يواصلون الجهود لإعادة الوضع الى طبيعته وعدم تطوره نحو الأسوأ».
وأشار إلى أن «التدابير المتخذة في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت ومن قبل شركة «طيران الشرق الأوسط» (الناقلة الوطنية اللبنانية) هي أيضا من باب الوقاية والحذر، والاعتبارات المتعلقة بإدارة المخاطر».
وتقول مصادر حكومية لـ«الأنباء» انه تم وضع المعنيين في واقع الحال اللبناني، حيث لا مصارف ولا مستشفيات ولا مساعدات دولية، فالنرويج هي البلد الوحيد الذي قدم الأدوية وأدوات طبية عبر صليبه الأحمر.
ميدانيا، كانت ساعات الجنوب عاصفة، وغابت سماؤه وراء سحب دخان القذائف الصاروخية والمدفعية بوتيرة متصاعدة وغير مسبوقة بواسطة الطائرات الحربية والمسيرة، ويرى المتابعون ان الرقعة الجغرافية للاعتداءات الاسرائيلية اتسعت لتتعدى عمق 5 كلم داخل لبنان من الخط الأزرق.
وازدادت حركة النزوح للسكان في القرى المتاخمة للخط الأزرق تجاه المناطق الأكثر أمنا، حيث يوجد في مدينة صور اكثر من 1500 عائلة لبنانية وسورية، توزعوا على عدد من مراكز الإيواء في المدارس الرسمية والخاصة أعدتها للغاية نفسها وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات صور التي أعلنت أكثر من مرة عن ضعف الإمكانات لتأمين حاجات النازحين.
من جهته، أصدر حزب الله بيانا أكد فيه انه «هاجم موقعي بياض بليدا والمالكية وكذلك موقعا العباد ومسكاف عام بالصواريخ الموجهة والقذائف المدفعية وحققوا فيها إصابات مؤكدة.
وفي بيان آخر، أكد ان عناصره هاجمت، موقع رويسات العلم في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا بالأسلحة الصاروخية والقذائف المدفعية وحققوا فيه إصابات مباشرة.
ونشر الحزب على موقعه مشاهد لاشتعال النيران في موقع «البياض» الإسرائيلي ومحيطه مقابل بلدة بليدا جنوب لبنان بعد استهدافه.