يظهر إعلان جيش الاحتلال الاسرائيلي قصف اكثر من 320 هدفا في قطاع غزة، وإعلان وزارة الصحة الفلسطينية سقوط أكثر من 440 شهيدا، خلال يوم واحد فقط، يظهر حجم المأساة التي يعاني منها القطاع المحاصر الذي لم يعد سكانه يجدون مكانا آمنا يلجأون إليه، فقرر الآلاف منهم العودة إلى منازلهم، اذ يفضلون الموت فيها على الموت نازحين.
وعليه تجاوزت حصيلة ضحايا العدوان الاسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر ردا على عملية طوفان الأقصى، «5087 شهيدا، من بينهم 2055 طفلا و1119 امرأة، فيما أصيب 15273»، بحسب ما اعلنت وزارة الصحة في القطاع. وأضافت الوزارة أن 57 شخصا من الكوادر الطبية قتلوا إثر الغارات، وأصيب مائة آخرون، فيما خرج 12 مستشفى و32 مركزا طبيا عن الخدمة بسبب الضربات الجوية أو نفاد الوقود.
وفي أعنف تصعيد منذ السابع من اكتوبر، اعترف الجيش الإسرائيلي أمس بأنه قصف أكثر من 320 هدفا في غزة، منها ما قال انه نفق يؤوي مقاتلين لحركة حماس والعشرات من مراكز القيادة والمراقبة.
وأضاف في بيان أن القوات دمرت مواقع «قد تشكل خطرا على القوات التي تستعد في منطقة غلاف غزة تمهيدا للمناورة البرية في القطاع، ويضمن ذلك مهاجمة العشرات من قاذفات الصواريخ ومواقع إطلاق الصواريخ المضادة للدروع على أرض القطاع».
وفيما قالت وكالة «بلومبيرغ» إن الضغوط الأميركية للافراج عن اكبر عدد من الأسرى والرهائن لدى حماس سيؤدي الى تأجيل العملية البرية لكن لن تلغيها، تحدثت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن خلافات بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والقادة العسكريين. وقالت الصحيفة ان «أزمة ثقة» وقعت بين رئيس الحكومة والجيش الإسرائيلي، على خلفية «تأخير» الاجتياح، موضحة أن هذه الأزمة تسود داخل الحكومة الحربية المصغرة «كابينيت الحرب»، وكذلك داخل الكابينيت الموسع للشؤون السياسية والأمنية.
وأوضحت الصحيفة أن أزمة الثقة هذه «تلحق ضررا آخر إضافة إلى الضرر الرهيب الذي لحق بإسرائيل في 7 أكتوبر. وهذه الأزمة تضع مصاعب أمام التقدم في الحرب وأثناء اتخاذ القرارات، وبضمنها القرارات المؤلمة. وإسرائيل بحاجة الآن إلى قيادة فاعلة ومركزة على مهمتها».
أما كبير مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي مارك ريغيف فقد ساق مبررات أخرى للتأخير قائلا: «ندرك أن المعركة ستكون صعبة بغزة وحماس بنت آلة عسكرية هائلة». وأضاف «علينا أن نكون مستعدين لخوض حرب على جبهتين إذا أجبرنا على ذلك». وجدد ما سبق ان أعلن عن هدف الهجوم الإسرائيلي، وقال «النهاية الوحيدة للحرب ستكون بالقضاء على حركة حماس»
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش أبلغ القيادة السياسية بأنه «لا مفر من عملية برية» لتحقيق هدف القضاء على حماس.
يأتي هذا بينما حذرت الأمم المتحدة من أن المدنيين لم يعد أمامهم أماكن يحتمون فيها بالقطاع.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «اوتشا» إن نحو 1.4 مليون نسمة وهو ما يفوق نصف سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.4 مليون، أصبحوا الآن نازحين داخليا، ويلجأ كثيرون منهم إلى ملاجئ الطوارئ المكتظة التابعة للأمم المتحدة. وقال المكتب إن المستشفيات والمراكز الصحية في قطاع غزة على وشك الانهيار بسبب نقص الكهرباء والأدوية والمعدات والكوادر المتخصصة.
وبعد أيام من تهديد الاحتلال لسكان شمال القطاع بالتعرض للقصف ما لم يتوجهوا الى الجنوب، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن الأدلة تشير إلى أن المئات وربما الآلاف من الأشخاص الذين فروا بدأوا في العودة إلى الجزء الشمالي لأن القصف الإسرائيلي لم يتوقف على المناطق الجنوبية وعدم توافر المأوى.
وفي الضفة الغربية، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن فلسطينيين اثنين استشهدا في مخيم الجلزون للاجئين قرب رام الله.
وقال سكان محليون لـ«رويترز» إن القوات الإسرائيلية اقتحمت المخيم وشنت حملة اعتقالات واسعة تخللتها اشتباكات مع مسلحين ومواجهات مع الشبان الذين ألقوا الحجارة. ولم يصدر الجيش الإسرائيلي بعد بيانا حول الواقعة.
من جهتها، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في بيان عسكري، عن قصف مدينة عسقلان برشقة صاروخية ردا على استهداف المدنيين في غزة.
كما أعلنت عن إطلاق طائرتي زواري استهدفتا السرب 107 في قاعدة حتسريم ومقر قيادة فرقة سيناء في قاعدة تسيلم. وأكد الجيش الإسرائيلي ذلك، لكنه قال إنه تصدى «لطائرتين مسيرتين عبرتا الحدود من قطاع غزة».
واضاف في بيان مقتضب انه تصدى للطائرتين في منطقة نير عوز وعين هيسور قرب الحدود.