وضعت إسرائيل «القضاء» على حركة حماس هدفا رئيسيا لعمليتها العسكرية الدموية على قطاع غزة، الا أن مستقبل القطاع يبقى مفتوحا على سيناريوهات متعددة قبل عملية برية يرجح أن تقوم.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي لوكالة فرانس برس «الأمر الوحيد الواضح هو أن قطاع غزة لن يكون تحت سيطرة حماس بعد هذه الحرب».
ومنذ شن الحرب الإسرائيلية على حماس في أعقاب هجوم غير مسبوق منذ اعلان دولة الاحتلال، شنته الحركة، حشدت إسرائيل مئات الآلاف من جنودها قرب قطاع غزة معززين بالدبابات والآليات المدرعة.
وتوعدت إسرائيل بـ «القضاء» و«تدمير» حركة حماس التي تسيطر على القطاع منذ العام 2007. وأتت تلك السيطرة بعد عامين من انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، وفي أعقاب اشتباكات داخلية انتهت بطرد السلطة الفلسطينية من القطاع. وفرضت إسرائيل منذ ذلك الحين حصارا على القطاع الذي تبلغ مساحته 362 كم مربعا ويقطنه 2.4 مليون نسمة تقريبا. ولم تحدد إسرائيل تصورها لمستقبل القطاع في حال حققت هدفها المعلن.
واقع أمني جديد
وردا على سؤال لفرانس برس، قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية «نحن نبحث الخيارات مع شركائنا».
ولم تتطرق إسرائيل الى امكان إعادة احتلال غزة عسكريا، أو أي احتمال لأن تتولى بنفسها إدارة شؤون القطاع. وقال وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت الجمعة إن الهدف الأبعد هو «إنهاء مسؤوليات إسرائيل بشأن مصير قطاع غزة وإنشاء واقع أمني جديد لمواطني إسرائيل.. والمنطقة».
وأوضح مصدر في وزارة الخارجية الإسرائيلية لفرانس برس أن إسرائيل ترغب في «تسليم مفاتيح» قطاع غزة الى طرف ثالث قد يكون مصر، من دون أي ضمان أن تقبل القاهرة هذا المخرج المطروح إسرائيليا منذ عقود.
من جهته، يدعم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد مقترح إعادة السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس الى إدارة غزة، والتعاون معها كما يحصل في الضفة الغربية المحتلة.
الا أن ذلك يبدو مستبعدا، وفق مجموعة الأزمات الدولية التي رأت أن «من غير المرجح أن تعود السلطة الفلسطينية التي لا تحظى بشعبية واسعة أساسا، إلى غزة في أعقاب اجتياح إسرائيلي، وألا يتم التعامل معها كعدو».
دور أميركي
ومن الاحتمالات المطروحة على الطاولة إشراف دولي مختلط على القطاع.
وقال مدير مركز بيغن السادات للأبحاث إيتان شامير إن «الخيار المفضل للأميركيين والاسرائيليين هو هيكلية دولية مع السلطة الفلسطينية، وعلى سبيل المثال أموال عربية بدعم أميركي أو أوروبي في شؤون الإدارة».
وشدد على أن «ما سيحصل في غزة هو ما سيقرره الأميركيون».
وكررت واشنطن مرارا دعمها لإسرائيل في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر. وزار الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل، وأعلن تقديم مساعدات عسكرية إضافية.
وقال شامير إن «الأميركيين انضموا الى مجلسنا الحربي ويمكن القول إنهم هم من يشرفون على العمليات» الإسرائيلية.
ولم يطرح بايدن علنا أي خطة لمستقبل غزة بعد اجتياح محتمل، لكنه دعا إسرائيل للتفكير فيما سيكون عليه.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: «ثمة أفكار مختلفة عما يمكن أن يلي (الهجوم البري)، لكن يجب أن يتم البحث في كل ذلك وإن كانت إسرائيل تواجه التهديد الراهن».