طالب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بتوفير مساعدات إضافية وبشكل أسرع الى غزة، مشيرا الى أن التكتل يدرس الدعوة الى «هدنة انسانية» في القطاع الذي يتعرض لقصف إسرائيلي مكثف.
وقال بوريل قبيل اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ امس «المهم هو مساعدات أكثر وأسرع، وخصوصا إدخال المواد الاساسية التي يمكنها أن تعيد توفير المياه والكهرباء».
وأشار الى أن شاحنات المساعدات التي دخلت قطاع غزة عبر معبر رفح مع مصر «غير كافية»، مشددا خصوصا على وجوب إدخال الوقود لانتاج الكهرباء وتشغيل محطات تحلية المياه.
وأوضح بوريل «شخصيا، أرى أن هدنة إنسانية هي ضرورية للسماح بدخول وتوزيع المساعدات الانسانية، نظرا الى أن نصف سكان غزة نزحوا من منازلهم».
وشدد على أن «الهجمات الصاروخية، الصواريخ من حماس، من غزة، يجب أن تتوقف، والرهائن، الأشخاص الذين تمّ خطفهم، يجب أن يتم إطلاقهم».
لكن بعض وزراء خارجية التكتل أبدوا تحفظهم على الفكرة، فقد شكك وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي بإمكان تحقيق هدنة مؤقتة، وقال «ثمة منظمة إرهابية تسيطر على غزة، ترمي الصواريخ بشكل يومي، شنّت هجوما وحشيا على أراضٍ إسرائيلية».
وتابع «لذا فالسؤال هو كيف يمكن تنفيذ وقف لإطلاق النار، يجب أن يتم تنفيذه على الجانبين».
واعتبرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن «مواجهة الإرهاب الذي تسبب بمعاناة كثيرة لسكان غزة، هو أمر ضروري».
وتابعت «في الوقت عينه، يجب القيام بكل ما يمكن لتخفيف المعاناة غير المعقولة لمليوني شخص في غزة».
وقال وزير خارجية السويد توبياس بيلستورم إن دول الاتحاد الأوروبي تواصل مناقشة فكرة وقف إطلاق نار إنساني في الحرب بين إسرائيل و«حماس» لكن هناك سبلا مختلفة لإدخال المساعدات المطلوبة بشدة إلى الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأضاف بيلستورم في تصريحات للصحافيين بعد اجتماع وزراء خارجية التكتل «المناقشات جارية لكن السؤال حقيقة هو ليس بشأن وقف إطلاق النار لكن عن كيفية إدخال المساعدات وهذا يمكن أن ينفذ بالعديد من الطرق المختلفة».
ونوه إلى ان السويد تميل إلى مقترح طرحته الأمم المتحدة بشأن فتح ممر إنساني.
ويجتمع زعماء الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة في بروكسل يومي الخميس والجمعة المقبلين، فيما يسمى بالمجلس الأوروبي، حيث سيكون الوضع في الشرق الأوسط على رأس جدول الأعمال.
ووفقاً لوكالة «رويترز» تظهر مسودة القمة أن «المجلس الأوروبي يؤيد دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى هدنة إنسانية من أجل السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ووصول المساعدات إلى المحتاجين».
وجاء أيضا في المسودة «سيعمل الاتحاد الأوروبي بشكل وثيق مع الشركاء في المنطقة لحماية المدنيين، ودعم من يحاولون الوصول لبر الأمان أو تقديم المساعدة وتسهيل الحصول على الغذاء والماء والرعاية الطبية والوقود والمأوى. ويكرر الاتحاد الأوروبي الحاجة إلى الإفراج الفوري عن جميع الرهائن دون أي شرط مسبق».
وسيشدد زعماء الاتحاد الأوروبي أيضا على ضرورة منع اتساع الحرب إلى صراع أوسع نطاقا في الشرق الأوسط و«التعامل مع الشركاء في هذا الصدد، بما في ذلك السلطة الفلسطينية»، حسبما ورد في مسودة النص.
وجاء في المسودة كذلك أن الزعماء سيبدون استعدادهم للمساهمة في إحياء المحادثات بشأن ترسيخ «حل الدولتين» لإسرائيل والفلسطينيين، وسيعربون عن ترحيبهم بمبادرة قمة السلام التي اقترحتها مصر.
من جهة اخرى، قال مبعوث الصين إلى الشرق الأوسط شاي جون ان الوضع في غزة خطير للغاية وهناك خطر من تصاعد الصراع على نطاق أكبر.
ونقلت الخارجية الصينية عن تشاي قوله إن بكين «تشعر بقلق عميق إزاء التصعيد الكبير للنزاع الذي أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين وادى إلى أزمة إنسانية».
وأضاف تشاي الذي يقوم بجولة شرق اوسطية أن «التصعيد المستمر للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي يثبت مرة أخرى أنه لا ينبغي تجاهل القضية الفلسطينية ونسيانها».
وتعهد بالعمل مع «الأطراف المعنيين في المجتمع الدولي لبذل جهود متواصلة لإنهاء النزاع في قطاع غزة في أسرع وقت ممكن».