- ألغينا عروضنا الثقافية احتراماً لقرار مجلس الوزراء وتماشياً مع موقفنا بشأن فلسطين
أسامة دياب
أكدت السفيرة الإندونيسية لدى البلاد لينا ماريانا عمق العلاقات الثنائية مع الكويت والتي وصفتها بالتاريخية، حيث يشهد هذا العام احتفال البلدين بالذكرى الـ 55 لتأسيس العلاقات الديبلوماسية والتي بدأت رسميا في 28 فبراير عام 1968، في حين تم افتتاح السفارة في أبريل عام 1976، لافتة الى تطور العلاقات الثنائية بين البلدين منذ ذلك الحين على كافة الأصعدة ومختلف مجالات التعاون. وأشارت ماريانا - في مجمل كلمتها التي ألقتها خلال الاحتفال الذي أقامته السفارة بمناسبة الذكرى الـ 78 للاستقلال مساء امس الأول بحضور وزيرة الأشغال العامة د.أماني بوقماز - إلى ان البلدين الصديقين تجمعهما رؤى ومواقف مشتركة حيال العديد من الملفات والقضايا على الصعيدين الإقليمي والدولي، لافتة الى أن العلاقات الثنائية، تتميز بتبادل الزيارات الرفيعة المستوى بين القادة والمسؤولين من الكويت وإندونيسيا. كما وقع البلدان على العديد من اتفاقيات التعاون، بما في ذلك اتفاقية إنشاء لجنة مشتركة.
وأضافت: على صعيد العلاقات الاقتصادية، تعتبر الكويت شريكا تجاريا استراتيجيا مهماً لإندونيسيا، ولذلك تواصل إندونيسيا السعي إلى زيادة حجم تجارتها البينية مع الكويت. وفي عام 2022، بلغ الحجم التجاري بين البلدين 315.8 مليون دولار أميركي. وفي هذا العام، أظهرت حجم التبادل التجاري زيادة بأكثر من 150%.
وتابعت: لتحسين العلاقات التجارية بين البلدين، ستتعاون السفارة الإندونيسية وغرفة تجارة وصناعة الكويت مرة أخرى لعقد منتدى ومعرض التجارة والسياحة الإندونيسي (ITTFE) في 14 نوفمبر المقبل.
وفيما يتعلق بالتعاون الثقافي بين البلدين، قالت: نحن متفائلون للغاية بأن العلاقات الجيدة بين إندونيسيا والكويت في الحفاظ على ثقافة وتراث البلدين ستستمر وستزداد قوة، مضيفة أن إندونيسيا باعتبارها «الوجهة السياحية الحلال» الأكثر شعبية سترحب دائما بالكويتيين لزيارة وتجربة الأماكن الجميلة وكرم الضيافة.
وكشفت عن وجود 6164 مواطنا إندونيسيا في الكويت يعمل معظمهم في قطاعات الصحة والنفط والغاز والضيافة والتصنيع، مثمنة الجهود التي تبذلها الحكومة الكويتية في دعم دور الحكومة الإندونيسية في توفير الحماية المناسبة والممتازة لجميع المواطنين الإندونيسيين في الكويت. ونعتقد أن هذا الدعم الجيد سيستمر ومن شأنه أن يعزز العلاقات بين البلدين.
وبالعودة الى المناسبة، اشارت إلى أن بلادها تحتفل بالذكرى الـ 78 ليوم الاستقلال الإندونيسي، والذكرى الـ 55 لإقامة العلاقات الديبلوماسية بين إندونيسيا والكويت، ويوم القوات المسلحة الإندونيسية بالإضافة إلى «يوم السانتري» والذي يشير إلى الطلاب الذين يقومون بتعميق تعاليم الإسلام في المدرسة الداخلية الإسلامية في إندونيسيا. وأضافت: خططنا في البداية لإقامة عروض ثقافية إندونيسية هذا الشهر، ولكن احتراما للتوجيه الصادر عن مجلس الوزراء الكويتي بتعليق العروض الموسيقية كبادرة تضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق، وتماشيا مع الموقف الإندونيسي بشأن فلسطين والعدوان العسكري الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني الشقيق، قررنا إلغاء عروضنا الثقافية، مضيفة: لقد اتخذنا هذا القرار لأن إندونيسيا لديها موقف واضح وقوي بشأن الوضع المستمر في غزة، كما ذكر رئيسنا أن إندونيسيا تدين الهجمات في غزة التي أدت إلى معاناة الناس وسقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال. كما دانت إندونيسيا الهجوم الإسرائيلي على المستشفى الأهلي المعمداني منتهكة بذلك القانون الإنساني الدولي.
وتابعت: لن تبقى إندونيسيا صامتة بينما يتواصل تزايد الخسائر في صفوف المدنيين، وبينما يستمر الظلم ضد الشعب الفلسطيني. تبعث إندونيسيا برسالة قوية إلى العالم لوقف الصراع ووقف أعمال العنف والتركيز على القضايا الإنسانية وحل جذور المشاكل، وهي الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وتدعو زعماء العالم إلى بناء تضامن عالمي لحل القضية الفلسطينية بشكل عادل من خلال مراعاة المعايير الدولية المتفق عليها، ولن يتحقق السلام الدائم أبدا من دون وضع الأمور في نصابها الصحيح للشعب الفلسطيني.