[email protected]
من كان يظن أن الولايات المتحدة ستخرج من أفغانستان وقبلها فيتنام بعد حرب شرسة؟!
ومن كان يظن أن فرنسا ستخرج من الجزائر بعد قتال مرير؟!
ومن كان يظن أن إيطاليا ستخرج من ليبيا بعد مقاومة عنيفة؟!
ومن كان يظن أن مانديلا سيخرج من سجنه ليقود جنوب أفريقيا؟!
يثبت التاريخ أن موازين القوى لا تخضع إلى معيار القوة والعدة والعتاد، بل تخضع الى معيار الإرادة والعزيمة والتضحية، وهو ما تسلح به الفيتناميون والأفغانيون والجزائريون والإيطاليون ومانديلا في جنوب أفريقيا، والآن نراه في غزة وفلسطين.
في معركة «طوفان الأقصى» سقطت العصابات الصهيونية عسكريا وأمنيا واقتصاديا، وشاهدنا آثار ذلك في كل المجالات.
فمن كان يتمنى أن تحميه عصابات صهيونية أمنيا، فهو واهم، لأننا رأينا كيف فشلت إسرائيل أمنيا، وكان الأجدى بها حماية نفسها مما تتعرض له من الشعب الفلسطيني المحاصر، الذي حقق معجزة عسكرية في معركة طوفان الأقصى.. فهل من معتبر؟!
ومن كان يتوقع أن يحقق الرخاء بفضل تلك العصابات، فهو مخطئ، فكان الأجدى لها الكف عن الدعم والاستعانة بالمعونات المالية من الدول الغربية وشركاتها.. فهل من مدكر؟!
ومن كان يظن أن العصابات الصهيونية مثال يحتذى به للديموقراطية ومثال للتعايش السلمي، فهو جاهل، فكان الأجدى بمن يمارس الديموقراطية أن يستوعب ويحتوي عرب 48 الذين هم مواطنون يحملون الهوية الرسمية للعدو.. فهل من متأمل؟!
ومن كان يدعي أن هذا العدو يمثل النموذج الإنساني في الشرق الأوسط، فهو أعمى، ولم ير ضحايا قصف المستشفيات والمساجد والكنائس والعمارات والتجمعات السكانية؟!.. فهل لديكم بصر؟!
لقد ثبت للعالم الحقيقة الهشة الخادعة للعدو الصهيوني المحتل التي فضحت عسكريا وأمنيا واقتصاديا وسياسيا وإنسانيا.. فهل لكم من بصيرة؟!
فمن يظن أن هذا الكيان قوي ومتماسك بما فيه الكفاية، فعليه مراجعة ما سبق ليدرك حقيقة ما تسمى في «إسرائيل» الآن.
في القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك والقضية الفلسطينية، تتوحد الشعوب التي فرقتها الانقسامات، ولأجلها تبذل التضحيات وتتوق الأرواح.
وفي كل مرة يتصرف العالم على أساس عدم وجود القضية الفلسطينية، وتكاد تكون نسيا منسيا، ويتسارع للتطبيع مع العدو، تعود من جديد لتتصدر العناوين والأخبار.
الآن سوق الموت رائج في فلسطين، فمن لم يمت بالرصاص وقصف القنابل، أو مات جوعا أو عطشا، أو بسبب نقص الدواء، أو قهرا وحزنا، هو بكل الأحوال موت الشهداء المشرف، موت شهادة وعزة وفخر.
وبالتضحيات وبكل تلك الأرواح الزكية تبقى قضية فلسطين هي الحقيقة الباقية.
مع كل شهيد وجريح، يعطينا الشعب الفلسطيني درسا في الإرادة والتضحية.. فتحية فخر واعتزاز لكل أحرار الصمود والمقاومة في أرض فلسطين. ولكل من ساندهم في العالم.