[email protected]
حزن النبي صلى الله عليه وسلم على فراق ابنه إبراهيم، فقال: «إن العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون».
وحزن النبي صلى الله عليه وسلم على فراق مكة والهجرة منها إلى المدينة، فقال: «والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت».
نحن في الحياة إما راحلون عن، أو راحلون من، بظروف معينة نكون نحن هم، وبظروف أخرى يكونون هم نحن.
العلاقات الحميمية، الصداقات الوثيقة، المعرفة العميقة، جميع أنواع العلاقات لن تدوم، وجميع الارتباطات لن يكتب لها الاستمرار في «الدنيا»، فالبعض يرحل عنك وفي القلب ألم وحسرة، والبعض يرحل منك وفي القلب فرح وسرور. البعض يرحل عنك وأنت تريده أن يبقى إلى جانبك، لأن العين لم تشبع منه، والبعض يرحل عنك بطلب منك لأن الروح ملته.
الرحيل سنة كونية، وحكمة إلهية، واختبار لإيمانك، وامتحان لصبرك، وتجديد لهمتك، الرحيل واقع مرير سيمر به الجميع، وسيتجرع كأسه الكل، الرحيل نهاية البداية، وبداية النهاية.
حينما ترحل عن... ستترك فراغا كبيرا يصعب ملؤه، وسيشتاق إليك محبوك، وسيبكي عليك مقربوك «أهلك»، وستفقدك الدائرة المقربة منك.
الرحيل منه ما هو إلى الأمد، ومنه ما هو إلى الأبد، فالقلب يصبر إذا كان الرحيل لفترة وجيزة، إما لدراسة أو عمل أو علاج، أما إذا كان الرحيل إلى الأبد إما بموت أو عارض جلل، فيكون الرحيل قاسيا ومؤلما للروح والجسد.
الرحيل عن... يأتي بغير ميعاد، ويحدث فجأة دون سابق إنذار، فكم من مقرب رحل، وكم من حبيب فقد، وكم من زميل لن نراه في المستقبل، إما بموت أو رحيل إجباري.