تقول الحكمة «إن الحق مزعج للذين اعتادوا ترويج الباطل حتى صدقوه»، هكذا اعتاد الكيان المحتل للأراضي الفلسطينية ترويج الأكاذيب والأباطيل حتى صدق نفسه، وبالطبع هذا بالنسبة لهؤلاء شيء عادي، فقد اعتادوا الكذب والنفاق، وقلب الحقائق، فديدنهم التزوير، ورأس مالهم الكذب والتدليس.
من المعروف والمألوف عند بني البشر في مختلف أنحاء العالم أن أي دولة تتعرض للغزو والاحتلال، وتغتصب أراضيها، فالواجب على مواطنيها وساكنيها الدفاع عنها، ومقاومة الغزاة، وبذل الغالي والنفيس في سبيل استعادة الأرض والكرامة، فلماذا يختلف الأمر مع أهالي فلسطين وغزة؟ هل نزع منهم حق الدفاع عن النفس والأرض؟
أسئلة كثيرة تدور في خلد كل عربي وكل مسلم، ولكننا نؤمن إيمانا ثابتا لا تزعزعه أقاويلهم وافتراءاتهم بأن القضية الفلسطينية هي أم القضايا العربية والإسلامية، وأن مقاومة هذا المحتل المغتصب للأرض مشروعة بكل الوسائل الممكنة، بل هي شرف لا يدانيه أي شرف.
ولذا فإن ما قام به أبطال غزة من مقاومة للعدو الذي اغتصب أرضهم، وأقام عليها مستوطناته، ولم يكتف بهذا بل أثخن في الفلسطينيين أصحاب الأرض القتل والتعذيب والسجن، وزاد جرائمه بانتهاكاته المتكررة للأقصى الشريف بشكل شبه يومي.
إننا هنا بإزاء قضية تحتاج إلى عدالة، إلى حق شجاع، وهذا الكيان الذي يواصل قصفه المجرم على أهالي غزة من المدنيين الأبرياء، ولا يتورع عن قتل الأطفال والنساء، هذا الكيان لا يعترف إلا بالقوة، وهو ما تدركه المقاومة الفلسطينية جيدا، وندركه نحن أيضا.
بصراحة أعجبني وزادني فخرا موقف الكويت الرسمي والشعبي الداعم للقضية الفلسطينية، والداعم كذلك لأهالي قطاع غزة، فهذه هي الكويت التي دائما وأبدا تقف في صف القضايا الأمة العربية والإسلامية داعمة ومؤيدة، تمد يد العون والمساعدة بكل الطرق الممكنة.
أخيرا نقول إن الحق سيعود يوما إلى أهله مهما علا الباطل وارتفع، ومهما طال ليل الظلمة، فهناك فجر يلوح في الأفق، وهو قريب بإذن الله .. اللهم فرج كرب أهالي غزة، وكن معهم، وانصرهم على هذا الكيان الغاشم يا رب العالمين، إنك سميع مجيب الدعوات.