[email protected]
في وطن مثل الكويت يعيش على مبادئ ونهج قويم، يربي أبناءه على التفكير السليم، ويجعلهم يدركون أن هناك امورا اغلى وأثمن وأعظم من أي شيء، جعل من العزة والكرامة قناعات وثوابت لا يمكن التغاضي عنها، فبدونها لا معنى ولا قيمة لحياة الإنسان.
ومن ثوابتنا الراسخة في الأذهان والقلوب، أن فلسطين دولة عربية، عاصمتها القدس، وفيها أول قبلة للمسلمين، وإليها أُسري بسيد العالمين نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، فتلك الأرض المباركة هي جزء أصيل في كيان كل إنسان مسلم، يحب دينه ويخشى عليه، كما أن روح العروبة التي تربط بين أبناء جميع الشــــعوب العربية جعلت من قضــــية فلسطين قضية قومية عربية، ولـــذلك فإن الدفاع عنـها واجب على كل عربي أصيل.
وفي كويتنا تربينا وتعلمنا أن فلسطين هي قضية الشرفاء، ولذلك أتعجب من هؤلاء الذي يخرجون علينا بـ «صياح» أن فلسطين ليست قضيتهم، أتعجب من هؤلاء الذين يتنصلون من واجبهم الديني والوطني إزاء دولة عربية، فالهجوم الاخير الذي أثلج صدورنا، والذي نفذته قوات حماس وقوات المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني، جعلنا نستعيد الأمل بأن القدس ستتحرر، وأن حق أبنائها سيعود مجددا لتكون لهم السيادة بعدما سلبها منهم أبناء صهيون.
وأنا كمواطن كويتي، بات يتملكني الشعور بالفخر والعزة، بعد الموقف النبيل الذي أعلنته الكويت إزاء تقديم الإغاثة العاجلة لفلسطين وشعبها، وأن وطني كان مبادرا لم ينتظر دعوة من احد، بل هبّ من تلقاء نفسه للدفاع وحماية قضيته في فلسطين، والتي يشهد عليها التاريخ بأن الكويت لم ولن تتنازل أو تحيد عن درب تعاملها مع قضية فلسطين.
دعوني اقولها لكل إنسان عربي، إذا لم تستطع الوقوف إلى جوار الحق فلا تكن في صف الباطل، واذا لم تستطع أن تقف إلى جوار المقاتلين الذين يدافعون عن شرف الأمة في فلسطين، فأضعف الإيمان أن يتم التبرع لهم، وللمنكوبين في غزة ممن هاجمتهم قوات الاحتلال الغاشمة.