نحتسبهم عند الله شهداء، أحياء يرزقون مع الصديقين والنبيين، عن ضحايا «الإجرام» الصهيوني في غزة أتحدث، أهلنا وإخوتنا الذين «تطحنهم» وتسفك دماءهم آلة الحرب الصهيونية الباطشة دون مراعاة لعرف إنساني ولا لقانون دولي ولا لقواعد عدالة وتكافؤ.
وأرجو ألا ندخل في جدل (وماذا تسمي ما فعلته «حماس») فسيكشف لنا الزمن ما ستشيب من هوله رؤوس أحفادنا.. إن عاشوا لتشيب رؤوسهم!!
..المهم الآن هو الدعوة للإيقاف الفوري للمذبحة في غزة، وحتى نستوضح ما هو قادم، يجب أن نسترجع في عجالة ما حدث: استفزاز صهيوني متواصل منذ شهور لكل الأعراف الإنسانية، «مفاجأة» حمساوية في 7 أكتوبر صورها إعلام «العار» الدولي أنها مذبحة غادرة تم خلالها قطع رؤوس أطفال ورضع يهود!!.. تسارع دول العالم المتقدم لإدانتها ومنح الدولة العبرية حق «الدفاع» عن نفسها، تبدأ المذبحة الحقيقية لذبح المدنيين في «غزة» العزيزة، ثم يأتي بيت القصيد.. والجائزة الكبرى المنتظرة ويسارع العالم إلى الدعوة إلى إنقاذ «أهل غزة» بتهجيرهم (مؤقتاً) إلى سيناء، حتى تقضي الدولة العبرية على «حماس» بعد شهر أو عام أو عقد أو أكثر!!
ويراهن طارحو الحل العبقري، ومؤيدوهم والمتعاطفون معهم والمقتنعون برأيهم، وبعض أصحاب المصالح المباشرة وغير المباشرة على عدة نقاط ليقبل الجميع الحل:
1 - الفلسطينيون في غزة ينقذون دماءهم وأرواح أطفالهم من مذبحة أكبر تنتظرهم.
2 - وضع مصر الاقتصادي الصعب، مما يجعل «البعض» يعتقد أن القاهرة ستقبل «العرض» الدولي لتهجير فلسطينيي غزة مقابل بضعة مليارات وإسقاط لديون وإنقاذ للاقتصاد.. وأشياء أخرى.
3 - أن العالم الأول «الحر»، والعالمين الإسلامي والعربي تمت تهيئتهم إعلامياً، عبر آلة الإعلام الصهيوني الضخمة لقبول الأمر وتشجيعه.
4 - ضغط الشعب المصري من الداخل والشعوب الإسلامية والعربية الشقيقة على «القاهرة» لإنقاذ أرواح إخوتنا في «غزة»، ويتم الضغط بحسن النوايا في أغلبه، وبتوجيه من أجهزة خارجية في بعضه!
وحلم الصهاينة أن ترضخ «القاهرة» لكل هذه الضغوط، وتفتح بوابات معبر رفح لتدفق مئات الآلاف من فلسطينيي غزة واحتوائهم في أرض سيناء.. ومن لا تسعهم المخيمات الجديدة في «سيناء» فهناك ملايين الوحدات السكنية في مدن: 6 أكتوبر، والعاشر من رمضان والعبور - لاحظ المفارقة في الأسماء - يمكن لممولي المشروع الدولي شراؤها من الحكومة المصرية وتوطين فلسطينيي غزة فيها!!
هل تصدقون أن «الوقاحة» بلغت بطارحي ومؤيدي المشروع تسريب «دراساته» وتفاصيله؟!.. حقاً حدث.
فماذا نحن فاعلون؟..
وغداً للحديث بقية.. إن كان في العمر بقية.
https://linktr.ee/hossamfathy