استحضر الرئيس الأميركي السابق ومرشح الرئاسة عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب، هجومه خلال حملته السابقة على التصويت بالبريد، وصوب نيرانه نحو هيئة البريد أمس، مشددا على أنه لا يمكن الاعتماد عليها في إيصال أصوات الناخبين الذين يصوتوا عبر البريد.
وكتب ترامب على حسابه في منصته التواصلية التي يملكها «تروث سوشيال» قائلا: «اعترفت هيئة البريد الأميركية بأنها تعاني من سوء الإدارة وتعاني من فقدان البريد وتأخيره على مستوى غير مسبوق».
وأضاف أنه «مع كون هذه هي الحقيقة، فكيف يمكننا أن نتوقع أن نسمح أو نثق في هيئة البريد الأميركية بإدارة الانتخابات الرئاسية لعام 2024؟ من غير الممكن أن تفعل ذلك. ساعدوني!».
ويتواجه ترامب مع منافسته الديموقراطية ونائبة الرئيس الحالية كاملا هاريس في انتخابات الرئاسة الأميركية في الخامس من نوفمبر. وقد يستغرق الأمر أياما لمعرفة نتيجة الانتخابات، خاصة إذا كانت النتائج متقاربة وكان التصويت عبر البريد عاملا مؤثرا، وهو ما يتوقعه المحللون.
من جهة أخرى، كرر ترامب هجومه على المهاجرين في مدينة سبرنغفيلد بولاية أوهايو، وقال إن «مهاجرين غير شرعيين استولوا» عليها. ووعده بتنفيذ أكبر عمليات ترحيل جماعي للمهاجرين غير المسجلين في حال انتخابه رئيسا، بدءا من سبرينغفيلد بولاية أوهايو وأورورا بولاية كولورادو.
وأضاف خلال حديثه للصحافيين أثناء زيارته لجمعية حماية الشرطة في لاس فيغاس أنه «لا علم له بالتهديدات بالقنابل التي تتلقاها المدينة»، بحسب تقرير نشرته شبكة «سي إن إن».
يذكر أن المدينة تلقت تهديدات بقنابل تسببت بإخلاء عدة مبان خلال الأيام الماضية، وتزامنت هذه التهديدات مع اتهامات صدرت عن ترامب في مناظرته مع منافسته الديموقراطية، كامالا هاريس الثلاثاء الماضي.
وفي معرض حديثه عن قضية الهجرة الرئيسية في الانتخابات، كرر ترامب اتهامات لا أساس لها للمهاجرين القادمين من هايتي مفادها أنهم يأكلون الحيوانات الأليفة لسكان مدينة سبرنغفيلد في أوهايو.
وقال ترامب: «كانت سبرينغفيلد مدينة جميلة، الآن يعيشون جحيما»، مشيرا إلى أن الاستيلاء عليها من قبل مهاجرين غير شرعيين «شيء فظيع».
ويتمتع العديد من أفراد المجتمع الهايتي بوضع قانوني أو يستفيدون من وضع الحماية، ويعيش البعض في الولايات المتحدة منذ عدة سنوات.
لكن اتهامات تطولهم بانتظام وتفيد بأنهم جاءوا إلى سبرينغفيلد على متن حافلات استأجرتها الحكومة الفيدرالية ويعتمدون على مساعدات تقدمها الدولة على عكس السكان المحليين الذين يتضاءل عددهم.
وكان ترامب قال في مؤتمر صحافي في نادي ترامب الوطني للغولف في رانشو بالوس فيرديس بولاية كاليفورنيا الجمعة: «سنشهد أكبر عملية ترحيل في تاريخ بلدنا.. وسنبدأ بسبرينغفيلد وأورورا». وقال ترامب أيضا إنه قد يعقد فعاليات حملة في إحدى المدينتين أو كلتيهما.
وقالت غلاديس إيبارا، المديرة التنفيذية المشاركة لائتلاف حقوق المهاجرين في كولورادو، في بيان: «إن إثارة ترامب للخوف أمر خطير وغير صادق».
ونفى مسؤولو إنفاذ القانون والقادة المحليون في كلتا المدينتين هذه الاتهامات. وقال عمدة المدينة مايك كوفمان وعضو مجلس مدينة أورورا دانييل جورينسكي في بيان مشترك يوم الأربعاء: «عصابة السجن ترين دي أراغوا لم «تستول» على أورورا».
وقال متحدث باسم شرطة سبرينغ فيلد في بيان: «لم تكن هناك تقارير موثوقة أو ادعاءات محددة عن تعرض الحيوانات الأليفة للأذى أو الإصابة أو الإساءة من قبل أفراد داخل مجتمع المهاجرين».
من جهتها، توجه مرشحة الحزب الديموقراطي تركيزها نحو المناطق التي طالما اعتبرت معاقل تقليدية للحزب الجمهوري في حملتها الانتخابية الحالية، في نهج يختلف عن استراتيجية الرئيس، جو بايدن، السابقة، وفقا لتقرير نقلته «الحرة» عن موقع «بوليتيكو».
وذكر الموقع أن نائبة الرئيس لا تركز فقط على المناطق الديموقراطية الكبرى مثل ميلواكي وأتلانتا وفيلادلفيا، بل تسافر أيضا إلى مدن أصغر مثل أو كلير في ويسكونسن وسافانا في جورجيا، بأهداف توسيع قاعدة الناخبين الديموقراطيين وتقليص الفجوة في المناطق التي كانت تقليديا تصوت للجمهوريين.
ويكشف تحليل حديث أجرته «بوليتيكو»، عن أن هاريس توجه اهتمامها نحو «المناطق الجمهورية»، سواء في جولاتها الميدانية أو حملاتها الإعلانية، في تحول استراتيجي يسلط الضوء على نقاط قوتها الفريدة، ويبرز التحديات التي تواجهها مقارنة ببايدن، وفق المصدر ذاته.
ويظهر أن حملة هاريس أصبحت أقل تركيزا على تعزيز قاعدتها الديموقراطية التقليدية، متجاوزة الحاجة للانشغال بشكل مكثف بالمراكز الليبرالية الكبرى، مثل فيلادلفيا، التي طالما شكلت محور الحملات الديموقراطية السابقة.
وبدلا من ذلك، يرى فريقها أن الفرصة سانحة للتوسع بين شرائح متنوعة من الناخبين في البلدات الصغيرة والضواحي والمناطق الريفية التي تزورها حاليا، وخاصة بين الناخبين البيض الأكبر سنا، الذين يفتقر معظمهم للتعليم الجامعي.
ويوضح دان كانينين، مدير الولايات المتأرجحة في حملة هاريس، قائلا: «هناك شريحة من الناخبين تحتاج لمعرفة المزيد عن نائبة الرئيس، فهم لا يعرفونها كما عرفوا جو بايدن. مهمتنا هي سد هذه الفجوة المعرفية، وضمان فهمهم لشخصيتها، ومبادئها، وإدراكهم أنها تناضل من أجل جميع الأميركيين».