ذكر تقرير صادر عن شركة كامكو إنفست، أن أسعار كافة درجات النفط الخام تقريبا سجلت انخفاضات حادة في أغسطس الماضي، إذ انخفض متوسط سعر العقود الفورية لمزيج خام برنت بنسبة 5.3% ليصل إلى 80.7 دولارا للبرميل، مقابل 85.3 دولارا للبرميل في المتوسط في يوليو الماضي.
من جهة أخرى، أشار التقرير إلى انخفاض سعر سلة الأوپيك المرجعية بنسبة 7.1% ليصل إلى 78.4 دولارا للبرميل، في حين شهد خام التصدير الكويتي انخفاضا حادا بنسبة 8.1% ليصل في المتوسط إلى 78.8 دولارا للبرميل في أغسطس الماضي.
وفي الوقت ذاته، كشفت تقديرات الإجماع عن مراجعة هبوطية لتوقعات سعر مزيج خام برنت خلال الأرباع الـ 6 المقبلة، إذ تشير توقعات الإجماع إلى خفض توقعات الربع الثالث من العام الحالي بمقدار دولار واحد للبرميل، بينما شهدت توقعات الربع الأول من 2025 انخفاضا حادا قدره 3 دولارات للبرميل، وفقا للبيانات الصادرة عن وكالة «بلومبيرغ».
وقال التقرير إن العمليات البيعية بسوق النفط استمرت خلال الشهر الجاري، في ظل انخفاض أسعار العقود الآجلة لما دون 70 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ ديسمبر 2021، وظل السوق تحت الضغوط منذ الأسبوع الأخير لشهر أغسطس الماضي، نتيجة مخاوف مراقبي النفط من الإعلان عن إلغاء «أوپيك+» في اجتماعها المقبل خطوة خفض الإنتاج بدءا من أكتوبر 2024.
وأدى تراجع أسعار الخام إلى تفاقم المخاوف الحالية بشأن نمو الطلب المستقبلي في الولايات المتحدة والصين، نظرا لإشارة البيانات الاقتصادية إلى تباطؤ وتيرة النمو، وأدت بعض الأخبار المتفرقة حول انقطاع الإمدادات من ليبيا ومنطقة الشرق الأوسط في توفير قدرا محدودا من الدعم للأسعار في ظل المعنويات السلبية السائدة في السوق.
وأشار التقرير إلى أنه مع ظهور بعض البيانات التي كشفت عن تزايد الضغوط على نمو الطلب المستقبلي على النفط، لم يكن لإعلان الأوپيك وحلفائها عن تأجيل رفع مستويات الإنتاج لمدة شهرين إضافيين سوى بعض التأثير الضئيل والمؤقت على الأسعار، وأعقب ذلك اجتياح العاصفة الاستوائية فرانسين التي أثرت على إنتاج النفط في ساحل الخليج الأميركي، الأمر الذي ساهم في رفع الأسعار بأكثر من 1% ببداية الأسبوع الماضي.
وأضاف أن خفض توقعات الأوپيك في تقريرها الشهري لمستويات الطلب على النفط، دفع الأسعار للتراجع إلى مستوى 69.2 دولارا للبرميل في 10 سبتمبر 2024، الأمر الذي ألقى بظلاله على المراجعة الإيجابية لتوقعات الطلب من قبل إدارة معلومات الطاقة الأميركية. كما حذرت وكالة الطاقة الدولية من تباطؤ الطلب الصيني على النفط، ما دفع الوكالة إلى خفض توقعات الطلب لهذا العام.
من جهة أخرى، شهد الأسبوع الماضي إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي عن بيانات التضخم والتي أظهرت تقدما على صعيد التضخم الكلي الذي سجل نموا بنسبة 2.5% على أساس سنوي في أغسطس 2024. إلا أن مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي استقر عند 3.2% وارتفع بنسبة 0.3% مقارنة بالشهر الماضي، حيث نما بوتيرة أسرع قليلا من توقعات الاقتصاديين.
وأظهرت البيانات ترسخ معدلات التضخم في قطاع الخدمات بالإضافة إلى ثبات معدلات التضخم في قطاع الإسكان. ونتيجة لذلك، تتوقع تقديرات الإجماع الآن خفض سعر الفائدة مرة واحدة بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر مقارنة بالتوقعات الأكثر شيوعا التي رجحت تخفيضات أكبر، الأمر الذي كان سيحدث تأثيرا إيجابيا على سوق النفط.
كما أظهرت بيانات من أوروبا ضعف النشاط الاقتصادي في معظم أنحاء المنطقة ما دفع البنك المركزي الأوروبي إلى خفض سعر الفائدة للمرة الثانية هذا العام بمقدار 25 نقطة أساس. بالإضافة إلى ذلك، تأثر الطلب على النفط في المنطقة بدخول المصافي الأوروبية موسم الصيانة، بالإضافة إلى عمليات الإغلاق غير المتوقعة وإغلاق مصفاة جرانجماوث في اسكتلندا، أقدم مصفاة في بريطانيا.
أما على جانب العرض، ظل إنتاج النفط في الولايات المتحدة مستقرا عند 13.3 مليون برميل يوميا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بعد أن لامس مستويات قياسية بلغت 13.4 مليون برميل يوميا خلال الأسبوع المنتهي في 16 أغسطس 2024.
وفي المقابل، انخفض إنتاج الأوپيك من النفط بنحو 0.2 مليون برميل يوميا في أغسطس 2024 ليصل في المتوسط إلى 26.6 مليون برميل يوميا على خلفية التراجع الحاد للإنتاج الليبي وكذلك انخفاض الإنتاج في العراق والسعودية، وفقا للبيانات الصادرة عن مصادر الأوپيك الثانوية. وقابل تلك الانخفاضات ارتفاع إنتاج نيجيريا فضلا عن النمو الشهري المحدود لإنتاج معظم دول الأوپيك الأخرى.