يتواصل القصف الإسرائيلي بلا هوادة على قطاع غزة من دون أفق واضح لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والأسرى في القطاع، بينما امتد عنف المستوطنين المتطرفين إلى المدارس في الضفة الغربية المحتلة، وسط مواصلة قوات الاحتلال لعمليتها العسكرية هناك.
وأعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 25 شخصا على الأقل بينهم عشرة في غارة اسرائيلية على منزل وسط القطاع.
وقال مصدر طبي في مستشفى العودة «ان 10 شهداء واكثر من 15 جريحا سقطوا في استهداف صاروخي لمنزل عائلة القصاص في مخيم النصيرات في وسط غزة».
وفي هذا المستشفى أدى العشرات الصلاة على الضحايا الذين لف بعضهم بأكفان بيضاء غطتها الدماء، قبل أن يحملوهم على الأكف لمواراتهم الثرى.
وقال راشد القصاص الذي طالت الغارة منزله، لوكالة فرانس برس «استهدفوا بيتي ونحن نائمون بدون سابق انذار، واستشهد عدد كبير من أبناء أسرتي في البيت وأحفادي الصغار».
ووجه رسالة «إلى العالم، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته حكومة قتلة مجرمين.. سنستمر في المقاومة حتى دحر هذا الاحتلال».
وأظهر فيديو لفرانس برس عددا من الأشخاص يرفعون بأيديهم الحجارة المبعثرة في مبنى آخر مدمر بالكامل يقع في زقاق ضيق بمخيم النصيرات، بحثا عن ضحايا، بينما عمل آخرون على إزالة الركام وأثاث من مبنى متضرر مجاور.
كما قتل ستة أشخاص في غارة جوية طالت منزلا يعود إلى عائلة بصل في حي الزيتون بمدينة غزة شمال القطاع، وفق ما أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني.
وأظهر فيديو لفرانس برس عشرات الأشخاص يعملون على رفع الانقاض والبحث عن الضحايا، مستخدمين مصابيح صغيرة في ظل الظلام الدامس وانقطاع الكهرباء.
وفي مدينة رفح جنوب غزة، قتل شخصان وأصيب عدد آخر «في قصف صاروخي إسرائيلي استهدف منزلا»، بحسب ما أفاد الدفاع المدني.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» في غزة ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع المدمر إلى 41226 قتيلا على الأقل، واكثر من 95413 مصابا منذ السابع من أكتوبر الماضي.
في هذه الأثناء، دانت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان، ماري لولور، الهجمات ضد المدافعين عن حقوق الإنسان ومحو الحيز المدني في غزة قائلة انها «أمر غير مقبول».
وقالت لولور في تصريح نشره الموقع الالكتروني للأمم المتحدة أمس، إن القوات الإسرائيلية «تواصل تجويع المدنيين وقتلهم عمدا، في حين يواجه المدافعون عن حقوق الإنسان تحديات هائلة في أداء عملهم السلمي».
وأضافت «يستمر هذا الوضع المروع على الرغم من التدابير المؤقتة التي أصدرتها محكمة العدل الدولية بهدف منع أعمال الإبادة الجماعية في غزة والاحتلال غير القانوني لغزة».
ودعت المقررة الأممية إلى التحقيق في «عمليات القتل غير القانونية، على الفور وبشكل مستقل وفقا للقانون الدولي، واتخاذ التدابير لحمايتهم من الانتهاكات الخطيرة في المستقبل».
توازيا، اقتحم مستوطنون متطرفون، أمس، مدرسة عرب الكعابنة الأساسية في منطقة المعرجات شمال غرب أريحا بالضفة الغربية المحتلة، واعتدوا على الطلبة والمعلمين.
وأفادت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» بأن مستوطنين مسلحين هاجموا منطقة المعرجات، واعتدوا بالضرب على مسن، ثم اقتحموا المدرسة واعتدوا بالضرب على الطلبة والمدرسين قبل احتجازهم، مما اثار حالة من الذعر والخوف بين صفوف المواطنين خاصة النساء، والأطفال. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان مقتضب، إن طواقمه تعاملت مع 7 إصابات على الأقل جراء الاعتداء على المدرسة تم نقلهم للمستشفى.
وقال المشرف العام لمنظمة «البيدر» للدفاع عن حقوق البدو حسن مليحات لـ«وفا»، إن «المستعمرين اعتدوا على الطلبة والمعلمين واحتجزوهم في المدرسة، وقيدوا مديرها»، مبينا أن «الطلبة تعرضوا للتنكيل داخل المدرسة بعد محاصرتها من قبل المستوطنين».
من جانب آخر، أفادت قناة «الجزيرة» الفضائية بأن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة الخليل بالضفة المحتلة وداهمت منزل الشهيد عبدالقادر القواسمي.
كما داهمت قوات خاصة إسرائيلية مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم. وقال شهود عيان، إن مواجهات اندلعت بين قوات الاحتلال وبين الفلسطينيين.