في قلب الصحراء بأقصى شمال المملكة الأردنية الهاشمية تظهر مدينة «أم الجمال» كصرح أسود مرصع بأحجار «البازلت» والذي شهد تعاقب العديد من الحضارات منذ آلاف السنين.
وتعتبر «أم الجمال» المدينة النبطية الثالثة بعد «البتراء» و«أم الرصاص»، وتمثل امتدادا لحكم الأنباط شمالا والمنعة التي تمتع بها أهل المنطقة في ذاك الوقت، ويعود تاريخ الهياكل المكتشفة إلى القرن الأول الميلادي عندما شكلت المنطقة جزءا من مملكة الأنباط.
ويتميز موقع «أم الجمال» الذي يعرف أيضا بـ «الواحة السوداء» بالحجارة البازلتية السوداء التي يعود تاريخها إلى العصر النبطي الروماني البيزنطي ويعد واحدا من أقدم المواقع التاريخية بالأردن.
واشتهرت المدينة تاريخيا بأنها كانت ملتقى للطرق التي ربطت فلسطين والأردن بسورية والعراق، إذ إنها تقع على طول طريق «تراجان» وتشكل محطة في منتصف هذا الطريق الذي يصل بين عمان والبصرة وبين دمشق والبصرة من جهة أخرى.
واحتفل الأردن مؤخرا بإدراج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) موقع «أم الجمال» الأثري الأردني في قائمتها لمواقع التراث العالمي الإنساني.