بيروت - أحمد منصور
باتت إرادة الصمود والبقاء في الأرض والتصدي من السمات الأساسية لأبناء الجنوب. وهذا ما جسدته أمس الأول بلدة الوزاني (قضاء مرجعيون)، الواقعة على الحدود، والمقابلة للمواقع الإسرائيلة في بلدة الغجر اللبنانية المحتلة، والمواقع الإسرائيلية الأخرى التي تستهدف يوميا البلدة بالاعتداءات.
البلدة الصغيرة التي يعتمد غالبية أهاليها على زراعة سهولها الخصبة وتربية الماشية رفضت الإذعان للتهديدات الإسرائيلية المباشرة، من خلال إلقاء إحدى الطائرات المسيرة الإسرائيلية منشورات ورقية على المزارعين أثناء تواجدهم في حقولهم، تدعو فيها أهالي البلدة إلى مغادرتها.
مصادر متابعة للوضع في الجنوب أكدت لـ «الأنباء» انزعاج إسرائيل من وجود المواطنين في أرضهم وأملاكهم وممارستهم حياتهم الطبيعية، رغم كونهم عرضة للقصف والغارات والنيران الإسرائيلية.
وأشارت المصادر إلى ان الجنود الإسرائيليين «يعيشون في رعب وقلق وخوف من حركة المواطنين اللبنانيين في القرى الحدودية على وقع ضربات المقاومة، التي لاتزال مستمرة يوميا، رغم كل الخسائر على مدى عشرة أشهر».
وتابعت المصادر: «يدفع لبنان أثمانا باهظة في الدفاع عن القضية الفلسطينية، بالدم والحجر والبشر وكل شيء، في ظل صمت مطبق من المجتمع الدولي عن مشاهد حرب الإبادة في غزة بحق الشعب الفلسطيني».
رئيس بلدية الوزاني محمد الأحمد قال لـ «الأنباء»: «يتمسك أهالي البلدة بأرضهم ولن يغادروها مهما كانت التهديدات الإسرائيلية». وأشار إلى أن «هذه الأساليب ليست جديدة على إسرائيل التي تريد إفراغ القرى منذ احتلال فلسطين عام 1948»، لافتا إلى «ان المناشير ألقتها مسيرة إسرائيلية عند مدخل البلدة، وعلى منطقة زراعية كان يعمل فيها عدد من العمال».
وشدد الأحمد على «التمسك بالأرض. من المستحيل أن نترك بيوتنا، فنحن أصحاب الأرض وأهل المنطقة، بينما هم غرباء وجاءوا إلى منطقتنا للسيطرة عليها، لذا لن نسمح لهم مهما حاولوا، وسنبقى صامدين في البلدة، رغم الأوضاع الصعبة التي نعيشها بفعل الاعتداءات الإسرائيلية اليومية علينا».
وأشار الأحمد إلى «أنه على إثر ذلك غادر عدد من العمال من التابعية غير اللبنانية البلدة»، مؤكدا أن أهالي البلدة يعتمدون في معيشتهم على الزراعة وتربية الماشية، ولن يغادروها تحت أي ظرف.
وفي تطور لافت، أعلنت «الإعلام الحربي» التابع لـ «حزب الله» في بيان السيطرة على المسيرة الإسرائيلية التي رمت المناشير على بلدة الوزاني. وأظهر شريط مصور عرضه «الحزب» عددا من الجنود الإسرائيليين في أحد المواقع الإسرائيلية المقابلة للوزاني وهم يقومون بتحميل المسيرة بالمناشير، ومن ثم إطلاقها باتجاه سهول الوزاني التي بدت واضحة في الصورة مع العمال الذين كانوا يقومون بالزراعة. كما عرضت الطائرة المسيرة ومكوناتها بعد السيطرة عليها.
توازيا، تستمر الحياة في الجنوب يوميا على وقع هدير الطائرات الإسرائيلية والمسيرات. اللافت أيضا ان الطائرات الإسرائيلية تعمد يوميا إلى خرق جدار الصوت فوق الجنوب ومناطق عدة بهدف إشاعة الخوف والقلق والرعب لدى المواطنين الذين اعتادوا على هذه الاصوات وباتوا يتعايشون معها.