بيروت ـ أحمد عز الدين
الغارات المدمرة التي استهدفت مدينة صور أمس، بعد تهديد بالإخلاء من قبل المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للاعلام العربي أفيخاي أدرعي، تشكل الحلقة الأخيرة من إفراغ الجنوب وجنوب الليطاني خصوصا، حيث كانت هذه المدينة تشكل الملاذ الأخير لمن بقي من أبناء البلدات المجاورة لتوفر لهم مقومات الحياة.
وبإفراغ صور، آخر مركز حضري في الجنوب، سينسحب ذلك وبشكل كلي على قرى القضاء وعددها 62 بلدة وقرية، وهذا ينطبق على الإعلاميين الذين يمارسون نشاطهم المحدود جدا من مقر يقع تحت حماية القوات الدولية (اليونيفيل) قرب شاطئ البحر جنوب المدينة.
وفور نشر التحذير الإسرائيلي الذي يستهدف قلب المدينة ووسطها التجاري، تحرك عناصر الدفاع المدني وأقفلوا مداخل المدينة المشمولة بالتحذير لمنع الدخول اليها، فيما عمل جزء آخر منهم على مساعدة المحاصرين والعاجزين عن الحركة لنقلهم خارج المدينة، حيث توجه جزء منهم إلى صيدا، وانتقل قسم آخر إلى أماكن غير مشمولة بالتحذير من الغارات، خصوصا في أحياء المدينة القديمة المشهورة بأزقتها الضيقة وأبنيتها الصغيرة والتاريخية وعمر بعضها مئات السنين.
وتخوف كثيرون من أن تؤدي الغارات إلى تدمير الآثار التاريخية، خصوصا أن الجزء الغربي من آثار المدينة مشمول بالمنطقة المستهدفة في التحذير.
ويأتي تدمير وسط صور التجاري في اطار التدمير الممنهج لمعظم مرافق الحياة الاقتصادية في الجنوب، على غرار ما حصل في النبطية وقانا، حيث الأسواق المعروفة بأبنيتها التاريخية الجميلة، وهي تشكل في الوقت عينه مرفقا اقتصاديا مهما.
وبتهجير أهل الجنوب بشكل كامل، تشكل إسرائيل وبطريقه غير مباشرة احتلالا من دون أن تنشر قوات عسكرية أو تحرك دباباتها على مساحة الجنوب، بتفريغه ومنع أي توجه جنوبا، وجعل أي تحرك بمنزلة هدف عسكري، واستهدافه بغارات من قبل المسيرات الإسرائيلية.
قد يسأل البعض أمام التطورات الدراماتيكة على الساحل الجنوبي: هل المطلوب منطقة عازلة إلى شمال الليطاني؟ أم ستتعداها لاحقا إلى شمال الأولى؟