صعّدت إسرائيل سياستها في إفراغ مدن ومواقع تستهدفها بحربها المدمرة على قطاع غزة وجنوب لبنان، وسط دعوات دولية لوقف الحرب فورا. وجدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن موقف بلاده بأن الوقت حان لإنهاء الحرب على قطاع غزة، داعيا إسرائيل إلى أن ترد على الهجوم الصاروخي الايراني «بطرق لا تؤدي إلى تصعيد أكبر»، فيما خاطب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أفراد القوات الجوية قائلا: بعد أن نهاجم إيران سيفهم الجميع ما تدربتم عليه. وقال بلينكن، في إطار جولته الـ 11 للمنطقة منذ بدء الحرب الاسرائيلية، إن «إسرائيل حققت معظم أهدافها الاستراتيجية فيما يتعلق بغزة.. حان الوقت الآن لتحويل هذه النجاحات إلى نجاح دائم واستراتيجي».
وكشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن توقيت هجوم إسرائيل على إيران كان الموضوع الرئيسي لزيارة بلينكن. وقالت: تريد إدارة جو بايدن تقليص الهجوم إلى أبعاد رمزية أو تأجيله إلى ما بعد الانتخابات الأميركية.وفي لبنان تركزت الغارات الإسرائيلية أمس على مدينة صور الجنوبية بعد توجيه الجيش إنذارات إخلاء أثارت موجة نزوح واسعة. وأفاد مسؤول إعلامي في وحدة إدارة الكوارث في المدينة بأن «صور بكاملها يتم إخلاؤها». وأكد أن السكان باشروا مغادرة المدينة فور صدور التحذير الإسرائيلي الذي شمل أحياء بكاملها عوضا عن أبنية محددة كما درجت العادة.
هذا، ونعى حزب الله أمس رئيس مجلسه التنفيذي هاشم صفي الدين، مؤكدا أنه قضى في غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت قبل نحو
٣ أسابيع. بموازاة ذلك، ينعقد في باريس اليوم مؤتمر دولي دعما للبنان بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وشخصيات دولية وعربية. وكشف الإليزيه أن أولوية المؤتمر، هي الاستجابة لنداء الأمم المتحدة بجمع أكثر من 400 مليون دولار لمساعدة النازحين.
ميدانيا كذلك، يواصل الجيش الإسرائيلي حملته المدمرة في شمال قطاع غزة منذ اسابيع. وأفاد شهود عيان بأن أحياء في مخيم جباليا وبيت لاهيا في شمال القطاع تعرضت لغارات جوية إسرائيلية. وحذر الدفاع المدني في غزة من أن «سياسة قوات الاحتلال في جباليا هي تفريغ مربع مربع» وتعمد تدمير كتلة سكنية كبيرة. ونتيجة لتصعيد القصف الاسرائيلي وأوامر التهجير الجماعي وغياب الهدنة، أعلنت منظمة الصحة العالمية تأجيل المرحلة الأخيرة من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في شمال غزة، محذرة من خطر انتشار فيروس الشلل.