عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال «لا تغضب»، فردد مرارا، قال «لا تغضب»، رواه البخاري.
يستفاد من الحديث: حرص المسلم على النصيحة وتعرّف وجوه الخير والاستزادة من العلم النافع والموعظة الحسنة، كما أفاد الحديث بالاقلال من القول والاكثار من العمل والتربية بالقدوة الحسنة، ويحذر الحديث من الغضب، فإنه جماع الشر والتحرز منه جماع الخير، وأهمية مراعاة حال المستفتي وارشاده الى ما يناسبه، وفي الحديث الأمر بأخذ الأسباب، وفيه قاعدة سد الذرائع، وان الوقاية خير من العلاج، وفيه اهمية جمع المفتى بين العلم والعقل، فيعطي كل مسألة حقها وكل سائل ما ينفعه، ويستفاد ايضا التأدب في السؤال وطلب العلم، وفيه عدم جواز كتم العلم عمن طلبه إلا لمصلحة راجحة، وفيه ان الغضب يمنع العدل في القول والعمل، وفيه ان الذي لا يغضب منضبط الانفعال والاقوال حال رضاه وغضبه، وايضا يحث الحديث على الرضا بالقضاء والقدر وعلى حسن الخلق، وان الغضب منه المحمود ومنه المذموم، ويبين الحديث عظم فقه الصحابة، حيث لم يفهموا العموم من هذا الخير بل غضبوا الغضب المحمود وتركوا المذموم على ما علمهم الرسول صلى الله عليه وسلم.