في إطار تركيزهما على «الولايات المتأرجحة» السبع التي لم يتمكن أي منهما من توسيع الفجوة فيها إلى ما هو أبعد من هامش الخطأ، توجه المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب إلى ولاية أريزونا في الجنوب الغربي، فيما عادت منافسته الديموقراطية كامالا هاريس إلى جورجيا رفقة الرئيس السابق باراك أوباما والمغني بروس سبرينغستين في الشوط الأخير من الحملة الانتخابية في هذه الولاية الرئيسية في جنوب شرق البلاد. وهما من الولايات الحاسمة إلى جانب نيفادا وبنسلفانيا ونورث كارولاينا وميشيغان وويسكونسن.
وأظهر استطلاع جديد أجرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، أن الناخبين في الولايات المتحدة أصبحوا يتبنون «نظرة أكثر إيجابية» لسياسات وأداء ترامب، مقارنة بأداء هاريس.
ووفقا للاستطلاع، يتقدم ترامب على هاريس بفارق نقطتين مئويتين، حيث حصل على 47% من أصوات المشاركين بالاستطلاع، مقابل 45% لهاريس، بحسب ما نقل موقع «الحرة».
ويأتي هذا التحويل بعد أن كانت هاريس متقدمة بفارق نقطتين في استطلاع أغسطس الماضي، حيث يلاحظ أن كلا الفارقين يقع ضمن هامش الخطأ، مما يعني أن النتيجة الفعلية قد تكون لصالح أي من المرشحين.
وأشار الاستطلاع إلى أن «الحملات الإعلانية السلبية والظهور الإعلامي للمرشحين» أثرت بشكل كبير على الانطباعات الإيجابية السابقة التي كان الناخبون يحملونها تجاه هاريس.
وقبل 15 يوما على انتخابات الخامس من نوفمبر، صعدت حملتا المرشحين من وتيرة الهجمات الشخصية المتبادلة، ضمن ما يصفه خبراء باستراتيجية اللحظات الأخيرة لقلب نتائج السباق.
فبعد أن كانت الآراء بشأنها متساوية بين الإيجابي والسلبي في أغسطس، أصبحت الآن الآراء السلبية تهيمن بفارق 8 نقاط، حيث يعبر 53% من الناخبين المشاركين بالاستطلاع عن رأي سلبي تجاه هاريس، مقابل 45% كونوا رأيا إيجابيا.
كما سجلت هاريس «أسوأ تقييم لها كنائبة للرئيس» في هذا الاستطلاع، حيث بلغت نسبة الموافقة على أدائها 42% فقط مقابل 54% رفضوا أداءها، حسب الصحيفة الأميركية.
وفي المقابل، تحسنت نظرة الناخبين تجاه ترامب، حيث أظهر الاستطلاع أن 52% من الناخبين المشاركين بالاستطلاع، يوافقون على أدائه خلال فترة رئاسته، مقارنة بـ 48% يعارضون ذلك.
وهذا التقييم الإيجابي بفارق 4 نقاط، وفقا للصحيفة، يعد تحسنا كبيرا مقارنة بالاستطلاعات السابقة. كما أن ترامب يتمتع بتفوق واضح عندما يتعلق الأمر بسياساته الاقتصادية، حيث ينظر 10% من الناخبين بشكل إيجابي لخططه الاقتصادية.
وفي إطار السباق الرئاسي، أنفقت كل من حملتي المرشحين مبالغ طائلة على الإعلانات لتعزيز صورتهما، حيث أنفق ترامب وحلفاؤه أكثر من 378 مليون دولار على الإعلانات في مختلف الوسائط منذ انتهاء المؤتمرات الحزبية في أغسطس، مع تركيز كبير على تقديم هاريس كشخصية «أكثر ليبرالية مما تتحمله الأمة».
وفي المقابل، أنفقت حملة هاريس أكثر من 625 مليون دولار، بهدف تقديمها بشكل إيجابي للناخبين.
وعلق ديفيد لي، الجمهوري الذي أجرى الاستطلاع إلى جانب الديموقراطي مايكل بوسيان، قائلا: «الناخبون بدأوا في التعرف على هاريس بشكل أعمق، ومع ذلك، يبدو أن المزيد منهم غير راضين عما علموه عنها مقارنة بما يعرفونه عن ترامب».
ولفت بوسيان إلى أن هاريس «تحتفظ بتفوق طفيف فيما يتعلق برعاية مصالح الطبقة الوسطى». وإذا نجحت في جعل الحملة تركز على هذه القضايا الرئيسية، فقد تكون لديها فرصة للفوز في سباق قريب للغاية.
وأضاف: «كل المؤشرات تشير إلى سباق ما زال مفتوحا، وستحدد الأسابيع الأخيرة من هو الفائز في هذا السباق المتقارب».
ولم تستمر طويلا الحماسة الناجمة عن دخول هاريس المفاجئ إلى السباق في يوليو، بعد انسحاب الرئيس جو بايدن، في مواجهة ترامب الذي تظل قاعدته موالية له، لذلك اعتمدت على نجم سياسي هو اوباما وآخر موسيقي هو سبرينغستين لاستعادة الزخم في ولاية متأرجحة شارك نحو مليوني شخص من ناخبيها بالفعل في التصويت المبكر.
واتهمت هاريس خصمها بالسعي إلى «سلطة مطلقة» وقالت خلال جلسة حوارية انتخابية نظمتها شبكة «سي إن إن» أمس الأول: «أعتقد أيضا أنه يجب الوثوق بالأشخاص الذين يعرفونه جيدا على هذا الصعيد».
وسأل المذيع في «سي إن إن» أندرسون كوبر نائبة الرئيس «هل تعتقدين أن دونالد ترامب فاشي؟»، فأجابت: «أجل، أعتقد ذلك».
وجرى هذا الحوار في إطار جلسة حوارية انتخابية من نوع «تاون هول» نظمتها الشبكة الإخبارية في بنسلفانيا، الولاية المتأرجحة التي يعتبر الفوز فيها مفتاحا أساسيا لهاريس لنيل مفاتيح البيت الأبيض.