بيروت ـ داود رمال
قال مصدر لبناني قريب من مفاوضات وقف إطلاق النار لـ«الأنباء» ان «لبنان كان متجاوبا إلى أبعد الحدود مع الورقة الاميركية».
وذكر انه «كانت مرونة لبنانية على صعيد لجنة الرقابة على تطبيق الاتفاق الموعود وتوسيعها، مع ترحيب بدور عربي فاعل فيها. ولا خلاف لبنانيا بشأن توسيع اللجنة الثلاثية لمراقبة الوضع جنوب الليطاني، خصوصا إذا شملت دولا مشاركة في قوات الطوارئ الدولية المؤقتة العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل»، مثل ألمانيا التي تعتبر ركيزة القوة البحرية، أو داعمة لتطوير قدرات الجيش اللبناني مثل بريطانيا من خلال الأبراج لأفواج الحدود البرية عند الحدود اللبنانية السورية. والموقف اللبناني مرحب دائما لا بل مشجع بأي دور عربي فاعل في هذا السياق، ما يعزز فرص التعاون الدولي لضمان تنفيذ القرار 1701 في شكل متكامل».
وأضاف المصدر: «سلاح حزب الله الذي سيكون تحت مظلة القرار 1701، وبالتالي يبقى الملف خاضعا للتفاهمات الدولية والإقليمية. فانسحاب الحزب من جنوب الليطاني والالتزام بالقرار 1701 يعدان أساسا لأي نقاش داخلي حول مستقبل السلاح. أما استراتيجية الدفاع الوطني، فهي الضامن لوضع قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية وحدها، عبر السلطة التنفيذية ممثلة بمجلس الوزراء مجتمعا».
وأوضح المصدر: «تبقى العين على (رئيس الورزاء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو ونهج التعطيل المتعمد لديه عبر دفع الامور إلى مخاطر متزايدة. وعلى رغم المناخ الإيجابي، تبقى المخاوف حاضرة من أن يلجأ نتنياهو إلى تعطيل أي تقدم عبر تصعيد ميداني أو كسر الخطوط الحمراء، خصوصا مع اقتراب موعد مثوله أمام القضاء الإسرائيلي في ديسمبر المقبل. وأي خطوة من هذا النوع قد تهدف إلى خلط الأوراق الداخلية والخارجية، ما يتطلب من لبنان تعزيز جهوزيته السياسية والعسكرية».
وأكد المصدر «ان هناك حاجة لبنانية ودولية إلى يقظة مستمرة، والرهان على الدعم الدولي لتهدئة الجبهة اللبنانية واستخدام القرار 1701 كمرجعية ثابتة، يجب ألا يغفل عن تحركات إسرائيل التي أثبتت عبر العقود قدرتها على استغلال اللحظات الحرجة لفرض أجندتها. ويبقى الحذر والجهوزية عنوانا المرحلة، لضمان حماية المكتسبات وتجنب الانجرار إلى تصعيد غير محسوب».
وذكر «بما فعله نتياهو في سبتمبر الماضي في نيويورك، بعد موافقة لبنان على اقتراح أميركي أيدته 10 دول، اذ فاجأ العالم باغتيال الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله. وقد وصفت مناورة نتنياهو بالكمين الإسرائيلي. من هنا الدعوة إلى التحسب من كمائن إسرائيلية محتملة».