- 800 مليون إصابة بـ «السكري» حول العالم والأبحاث تسهم في فهم تطور المرض
- التعاون مع معهد دسمان خطوة مهمة لتعزيز الوعي الصحي ومواجهة تحديات المرض
- ضرورة دراسة الجينات المرتبطة بتطور مرض السكري وتأثير البيئة المحيطة عليها
- اكتشاف الجين المسؤول عن تطور المرض يفتح المجال أمام أبحاث جديدة لتطوير العلاجات
دارين العلي
يعتبر معهد دسمان للسكري الذي أنشأته مؤسسة الكويت للتقدم العلمي من أبرز المعاهد العلمية على الصعيدين المحلي والعالمي نظرا للجهود التي يبذلها في أبحاث مرض السكري لنشر الوعي حوله نظرا لكون الكويت من الدول التي ترتفع فيها نسبة الإصابات بهذا المرض.
ويعمل المعهد على نشر الأبحاث والدراسات العالمية المتعلقة بتطور المرض وكيفية العلاج والوقاية والتعايش معه، وذلك عبر تعاونات عدة مع مختلف المعاهد العالمية المتطورة بهذا الشأن.
وينظم المعهد بشكل دوري عددا من المحاضرات المتعلقة بهذا المرض في سعيه وراء عرض كل جديد من آخر الأبحاث المنشورة عالميا.
وفي هذا السياق، استضاف معهد دسمان للسكري، الأستاذة في المعهد الأوروبي لعلم الجينوم لمرض السكري د.آمنة خميس، حيث ألقت محاضرة علمية حول «كشف العوامل الوراثية المسببة لمرض السكري من النوع الثاني ومسارها نحو المضاعفات المرتبطة بها»، بحضور عدد كبير من خبراء المعهد والمختصين.
وأعربت خميس في بداية المحاضرة عن فخرها لتواجدها في الكويت، البلد الذي ولدت وكبرت وتعلمت فيه، للمشاركة في تناول موضوع بالغ الأهمية حول مرض السكري وهو أحد أهم وأكثر الأمراض انتشارا في عصرنا الحالي، مضيفة أن مرض السكري يعد اليوم من أكبر التحديات التي تواجهنا، حيث تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى انتشاره ومن أهمها البيئة المحيطة بالإنسان.
وأوضحت أنه عند الحديث عن مرض السكري يتم التركيز عادة على الجوانب الطبية والوراثية، لكن الواقع يشير إلى أن البيئة المحيطة بنا تلعب دورا كبيرا في تطور المرض والحالة الصحية لمرضى السكري بما في ذلك تأثير التغذية والنشاط البدني والتقدم في السن وحتى التلوث البيئي، مشددة على أن فهم هذه العوامل البيئية قد يساعد في تحسين الوقاية والعلاج وبالتالي تحسين نوعية الحياه لمرضى السكري.
وأشـــادت بدور معــهد دسمان للسكري في الكــويت بمجال البحث والتــوعية بمــرض السكري، لافـــتة إلى أن التعاون مع المعهد يمثل خطوة مهمة جدا نحو تعزيز الوعي الصحي والعمل المشترك لمواجهة هذا التحدي، آملة أن يقود التعاون والمناقشات بهذا الشأن إلى أفضل النتائج وأن تساعد على مواجهة هذا المرض والتصدي له والحد من تزايده.
وفي تفاصيل البحث الذي قدمته د.آمنة خميس، تحدثت عن ارتفاع عدد الإصابات في العالم بمرض السكري لتصل إلى ما يقارب 800 مليون إصابة، متناولة بالتفصيل جميع مراحل الدراسة التي أعدتها مع فريق عمل متكامل من المتخصصين تمكنت من خلالها من اكتشاف الجين المسؤول عن تطور مرض السكري من النوع الثاني إلى سرطان البنكرياس، لافتة إلى أن هذا الاكتشاف من شأنه أن يفتح المجال أمام أبحاث جديدة لتطوير العلاجات والوقاية من تطور المرض.
وتطــرقت خـــلال دراستها إلى أن هناك عددا كبيرا من الجينات المرتبطة بتطور مرض السكري وكذلك تأثير البيئة المحيطة على تطور هذا المرض، مشيرة إلى أن التوصل إلى نتائج وتبادل المعلومات والخبرات من شأنه ان يثري الأبحاث التي تسهم بفهم أعمق للعوامل المؤثرة على تطور الأمراض ومحاولة وضع العلاج لها والوقاية منها.
ملخص المحاضرة
ويأتي في ملخص المحاضرة انه على الرغم من أن الدراسات الخاصة بـ «نطاق الجينوم» (GWAS) أحدثت ثورة في البحث الجيني لمرض السكري من النوع الثاني، إلا أن معظم هذه المواضع تقع في مناطق غير مشفرة من الجينوم، ما يمثل تحديا للكشف عن تأثيرها الوظيفي على المرض، فيما يستخدم بحث د.آمنة خميس نهجا يقوم على ترجمة المتغيرات الجينية إلى المنظور الوظيفي في علم وظائف الأعضاء المرضية لمرض السكري من النوع الثاني.
وبالتوازي مع ذلك، يكشف البحث عن تأثير الشيخوخة بشكل مستقل على المرض، كما حددت الدراسة التغيرات الوراثية المرتبطة بمرض السكري من النوع الثاني، وتسلسل الأحداث التي تؤدي إلى مرض سرطان البنكرياس، من خلال استقلاب الكوليسترول، ما يوضح كيف يمكن للتعديلات الوراثية أن تسفر عن نتائج فسيولوجية.
د.آمنة خميس في سطور
٭ د.آمنة خميس أستاذة مبتدئة في المعهد الأوروبي لعلم الجينوم لمرض السكري، وباحثة فخرية في إمبريال كوليدج لندن.
٭ متخصصة في علم الوراثة (الوبائي) لمرض السكري والسمات ذات الصلة، مع خبرة في علم الجينومات المتعددة المتكاملة وعلم الأحياء الوظيفية المصب لأبحاث مرض السكري.
٭ أكملت خميس درجة البكالوريوس والماجستير في علم الوراثة (كلية لندن الجامعية، جامعة كارديف، كلية الطب بينينسولا - إكستر).
٭ حصلت على درجة الدكتوراه في أبحاث الخلايا الجذعية من جامعة مانشستر.
٭ يركز عملها الحالي على تطوير استراتيجيات لسد الفجوة بين تحديد المتغيرات الجينية والرؤى الفسيولوجية في مرض السكري من النوع الثاني.
معهد دسمان: تطوير الدراسات الكفيلة بالتعرف على المرض ووضع سبل الوقاية والعلاج
حضر عدد من مسؤولي معهد دسمان للسكري المحاضرة التي نظمها المعهد، حيث رحب الرئيس التنفيذي لقطاع الأبحاث في المعهد البروفيسور فهد الملا بوجود د.آمنة خميس في الكويت والمعهد تحديدا، مشيدا بأسلوبها في طرح البحث العلمي الخاص بها والذي يشمل أهمية كبيرة في مسار تطوير المعرفة الخاصة بمرض السكري.
وأعرب البروفيسور فهد الملا عن تقديره للأسلوب الذي طرحت به دراستها كقصة متتالية للأحداث للوصول إلى الخلاصة من البحث وعدم إهمال أي تفصيل بأسلوب علمي متطور ومتسلسل، مشددا على أهمية التعاون بين الجهات العلمية في التواصل وتبادل المعلومات في الأبحاث بهدف إلقاء الضوء على الدراسات وتطويرها لما فيه خير البشرية.
من جهته، تحدث الباحث ورئيس قسم الطاقة الحيوية والعصبية في المعهد د.فواز الزيد عن أهمية المحاضرات التي ينظمها المعهد، لافتا إلى أن استضافة الباحثة د.آمنة خميس يعود لأهمية البحث الذي قامت به والذي نشر في مجلة «ديابيتز» وهي من أهم المجلات العالمية المخصصة لأبحاث مرض السكري.
وشدد الزيد على أن المعهد تحت رعاية مؤسسة الكويت للتقدم العلمي قدم دعوة للباحثة لطرح دراستها القيمة، إيمانا منه بأهمية تبادل المعلومات والخبرات التي تسهم في التعرف على المرض بشكل أفضل ووضع سبل الوقاية والعلاج.
ولفت إلى أن موضوع البحث يتماشى مع أهداف المعهد في إلقاء الضوء على تأثير الجينات على تطور مرض السكري، لافتا إلى أن طرح هذه الدراسات ومناقشتها يسهم في إثراء المعارف وتبادل المعلومات والخبرات بهدف تطوير الأبحاث الخاصة بالتعامل مع المرض.