بيروت ـ بولين فاضل
حين نشرت الشابة يارا خليل الفيديو الذي يظهر جدها لحظة عصف غارة إسرائيلية على منطقة الشياح حيث تسكن هذه العائلة، لم تكن تعلم أن الفيديو وكما يقول رواد السوشيال ميديا «رح يروح viral» لدرجة لم يبق ربما لبناني إلا ووصله على هاتفه.
الفيديو يظهر رجلا مسنا لازم مكانه لحظة الغارة من دون أن يرف له جفن، فاستحق من كثيرين توصيفه بعبارة «يا جبل ما يهزك ريح» مقابل بالطبع من تهكم وسخرية، وهذا ما دفع يارا إلى نشر مقطع بالإنجليزية على حسابها على إنستغرام قالت فيه إنها «لم تتوقع أن ينتشر فيديو جدها على نطاق واسع». وتابعت: «كنت أنا وأختي نجلس بجانب بعضنا البعض حين حدث ذلك، وكانت هي من صورت لإظهار ما يحدث للعالم..لم نهرب لسببين، الأول أن الغارة كانت على بعد 50 مترا ومغادرتنا المكان كانت مخاطرة في حال حدوث غارة أخرى. السبب الآخر أن جدي رفض المغادرة، وهو يرفض المغادرة منذ يوم ولادته، لم يغادر قط منزله أو بلدته الشياح، بالنسبة اليه هذا ليس مجرد منزل، إنها حياته وذكرياته وكل ما هو عزيز عليه». وقد ثمنت يارا كل من بعث لها برسائل لطيفة فيها الكثير من الحب والدفء، أما عن المتهكمين، فقالت إنها «تسأل الله أن يشفيهم».
ولاحقا، انتشر فيديو آخر يظهر الرجل المسن وهو يرفض الخروج من منزله إلى مكان آمن بعد وصول عناصر الدفاع المدني محاولين إقناعه بالمغادرة، وهو قال لهم: «هون بدي موت بالبيت»، والعبارة لم تمر من دون دعاء الكثيرين: «الله يحميكن ويطول بعمره».