بعد تأجيل لثلاث مرات اثر ضغوط أميركية وتركية، بدأت ما تسمى «الإدارة الذاتية» التي أعلنها الأكراد شمال شرق سورية، إجراء انتخابات محلية في مناطق سيطرتها، دون أي إعلان رسمي، ما يفتح بابا للتساؤل حول دوافع إجراء تلك الانتخابات، وكيف ستكون تداعيات تلك الخطوة.
وبدأت «الإدارة الذاتية» انتخاباتها في 14 من نوفمبر الحالي بمدينة الرقة وريفها، وبعد الانتهاء منها أطلقت انتخابات أخرى في ريف دير الزور، استمرت يومي 18 و19 من الشهر الجاري، بحسب ما رصده موقع «عنب بلدي».
مصدر مسؤول في «مجلس هجين المحلي» بريف دير الزور التابع لـ«الإدارة الذاتية»، قال لعنب بلدي، إن «الإدارة» عقدت اجتماعات عرضت فيها أسماء مرشحين لانتخابات البلدية ينتمي معظمها لحزب «سورية المستقبل».
وأضاف المصدر الذي تحفظ على ذكر اسمه، كونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، أن الانتخابات في دير الزور جرت على مرحلتين، الأولى شارك فيها العسكريون في 18 من أكتوبر الحالي، والثانية للمدنيين في 19 من الشهر ذاته.
وقالت شبكة «نداء الفرات» المحلية، إن قائمة المرشحين «المستقلين» ضمت أسماء عدد من موظفي «الإدارة الذاتية» من أبناء المنطقة، مشيرة إلى أن هؤلاء المرشحين هم عبارة عن أسماء «شكلية فقط».
وبحسب «عنب بلدي» أجرت الإدارة انتخاباتها المحلية حتى الآن في ما تسمى «مقاطعة دير الزور» و«مقاطعة الرقة» وهي التسمية الجديدة التي اطلقتها الإدارة الذاتية على محافظتي الرقة ودير الزور، بينما ليس من الواضح فيما إذا كانت ستجري الانتخابات في باقي «المقاطعات» التابعة لها.
وكانت «الإدارة الذاتية» أصدرت في مايوم الماضي، «قانون التقسيمات الإدارية»، تمهيدا لانتخابات البلديات في المنطقة التي كانت تنوي إجراءها في تلك الفترة قبل أن تقرر تأجيلها.
وتقسم «الإدارة الذاتية» مناطق سيطرتها إداريا إلى «مقاطعات» متجاهلة التقسيم الإداري الأصلي للمحافظات السورية في المنطقة.
وبموجب قانون «التقسيمات الإدارية» الذي حمل الرقم «6»، تتشكل «الإدارة الذاتية» شمال شرقي سورية من سبع مقاطعات هي: الجزيرة، دير الزور، الرقة، الفرات، منبج، عفرين والشهباء، الطبقة.
وقال الباحث في مركز «رامان للبحوث والاستشارات» بدر ملا رشيد، لعنب بلدي، إن مناطق الرقة ودير الزور شهدت معارضة محلية للمجالس والبلديات التابعة لـ«الإدارة الذاتية»، كونه جرى تعيينها في مرحلة ما بعد تنظيم «داعش».
وأضاف رشيد أن تعيين كوادر المجالس المحلية والبلديات لم يجر بناء على انتخابات محلية أو توافق مجتمعي واسع، ما أدى إلى حدوث إشكاليات ناتجة عن عدم توافق بين البيئة المحلية وممثليهم الإداريين والعسكريين، لهذا أقامت «الإدارة الذاتية» انتخابات في الرقة ودير الزور في محاولة لإرضاء هذه التجمعات المحلية.
وتابع الباحث أن «الإدارة الذاتية» رغبت في إجراء الانتخابات بالمناطق ذات الغالبية العربية كالرقة ودير الزور، لأنها تصر على ضرورة التمثيل العادل، إلى جانب عدم وجود توافق في المناطق الكردية، بالإضافة إلى تجنب الضغوط واحتمالية حدوث عملية عسكرية من جانب تركيا في حال تنظيم «الإدارة الذاتية» انتخابات شاملة تضفي مشروعية سياسية متكاملة على كيانها.