مع الساعات الأولى لسريان وقف إطلاق النار في لبنان، بدأت رحلة عودة الآلاف لمنازلهم وقراهم في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية، ليكتشفوا حجم الدمار الذي خلفته الحرب الاسرائيلية، فيما اتجهت الأنظار صوب قطاع غزة، أملا في أن تنسحب الهدنة على القطاع المدمر منذ أكثر من سنة. وتوازيا مع الأرتال الطويلة من سيارات وحافلات النازحين العائدين، أعلن الجيش اللبناني البدء بتعزيز انتشاره في الجنوب تنفيذا لأحد بنود الاتفاق، بعد إعلان رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي أن لبنان ملتزم بتنفيذ القرار الدولي 1701 ونشر الجيش في الجنوب. وقال الجيش في بيان إنه «باشر تعزيز انتشاره في قطاع جنوب الليطاني وبسط سلطة الدولة بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «اليونيفيل»، فيما أكد ميقاتي «بدء مسيرة الألف ميل في إعادة إعمار ما تهدم واستكمال تعزيز دور المؤسسات الشرعية وفي طليعتها الجيش».
من جهته، شدد رئيس مجلس النواب نبيه بري على أن اللبنانيين بأمس الحاجة إلى الوحدة الوطنية، ودعا إلى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية. وقد رحبت دول العالم بالاتفاق، حيث ثمنت المملكة العربية السعودية جميع الجهود الدولية، آملة أن يقود ذلك إلى حفظ سيادة وأمن واستقرار لبنان.
كذلك رحبت قطر بالاتفاق، وأعربت عن أملها في أن يؤدي إلى «اتفاق مماثل لوقف الحرب المستمرة على قطاع غزة والاعتداءات الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة». واعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان مشترك أن الاتفاق «يوفر الظروف اللازمة لاستعادة الهدوء الدائم والسماح للسكان في البلدين بالعودة بأمان إلى منازلهم على جانبي الخط الأزرق». وفي قطاع غزة، قال بايدن إن واشنطن ستعمل خلال الأيام المقبلة مع الشركاء في تركيا ومصر وقطر وإسرائيل من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، و«إطلاق سراح الرهائن من غزة وإنهاء الحرب من دون وجود حركة حماس في السلطة». جاء ذلك فيما أكدت حركة «حماس» أنها «جاهزة» لإبرام اتفاق هدنة في غزة، شرط «وقف إطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال، وعودة النازحين، وإنجاز صفقة تبادل للأسرى حقيقية وكاملة». أما إسرائيليا، فقال وزير الدفاع يسرائيل كاتس إن الهدف الأبرز لإسرائيل بعد وقف إطلاق النار في لبنان يتمثل في صفقة جديدة للإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة.