اتفقت إيران وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة على مواصلة الحوار الديبلوماسي بعد محادثات وصفت بالـ «صريحة» في جنيڤ أحيطت بالتكتم، في ظل توترات متصاعدة لاسيما بسبب برنامج طهران النووي.
وعقد ديبلوماسيون من الدول الـ 4 مباحثات في جنيڤ الجمعة تطرقت إلى البرنامج النووي والتعاون الإيراني مع روسيا خصوصا في المجال العسكري، إضافة إلى الوضع في الشرق الأوسط، وذلك قبل أقل من شهرين على عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى إلى البيت الأبيض.
وأفاد نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي على منصة إكس، بأن المناقشات كانت «صريحة» لتقييم التطورات على مستوى العلاقات الثنائية والإقليمية والدولية، خصوصا ما يتعلق بالقضايا النووية ورفع العقوبات الغربية المفروضة على طهران.
وقال: «نحن ملتزمون بشدة في الدفاع عن مصالح شعبنا ونفضل طريق الحوار والمشاركة»، مضيفا: «تم الاتفاق على مواصلة الحوار الديبلوماسي في المستقبل القريب».
وقبيل المباحثات، دعت إيران الاتحاد الأوروبي إلى التخلي عن سلوك اعتبرته «غير مسؤول» بشأن مجموعة من القضايا الدولية بعد لقاء مع الديبلوماسي الأوروبي إنريكي مورا في جنيڤ.
وكتب كاظم غريب آبادي على إكس: «أكدنا له مجددا أن على الاتحاد الأوروبي التخلي عن سلوكه الأناني وغير المسؤول في مواجهة مشكلات هذه القارة وتحدياتها، والقضايا الدولية».
ورأى أن أوروبا «لم تنجح في أن تكون لاعبا جديا» في المسألة النووية، بعدما قامت واشنطن في 2018 بمعاودة فرض عقوبات على طهران كان الأوروبيون يعارضونها.
وكان غريب آبادي ومجيد تخت روانجي نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية أجريا مناقشات الخميس في جنيڤ مع مورا الذي يشغل منصب نائب الأمين العام للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي.
من جهته، أفاد مورا عبر إكس بأنه جرى بحث «دعم إيران العسكري لروسيا الذي يجب أن يتوقف، والمسألة النووية التي تحتاج إلى حل ديبلوماسي، والتوترات الإقليمية - من المهم أن يتفادى جميع الأطراف التصعيد - وحقوق الإنسان».
في غضون ذلك، قال رئيس الاستخبارات الخارجية البريطانية ريتشارد مور خلال زيارته باريس الجمعة إن طموحات إيران النووية تشكل «تهديدا أمنيا» كبيرا بالنسبة للعالم.
وأشار مور في تصريحات بحضور نظيره الفرنسي رئيس الاستخبارات الخارجية الفرنسية نيكولا ليرنر، إلى أن «الميليشيات الحليفة لإيران في الشرق الأوسط عانت من انتكاسات خطيرة»، مشيرا الى أن «الطموحات النووية للنظام في طهران تستمر في تهديدنا جميعا».
وتزامنا مع محادثات جنيڤ الرباعية، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية المكلفة مراقبة البرنامج النووي الإيراني، نية طهران نصب ستة آلاف جهاز طرد مركزي جديد لتخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة، وفق تقرير طي السرية نشرت مقتطفات منه وكالة فرانس برس.
وجاء في التقرير أن «إيران أبلغت الوكالة» بنيتها وضع هذه الآلات في الخدمة في موقعي فوردو ونطنز بمعدل تخصيب يصل إلى 5%، أي ما يزيد قليلا عن النسبة المسموح بها بموجب الاتفاق الدولي لعام 2015 التي تبلغ 3.67%. واتخذ هذا الإجراء ردا على اعتماد الوكالة في 21 نوفمبر الجاري قرارا منتقدا لطهران بمبادرة من الغرب.