- التلفزيون السوري : ألقينا القبض على مجموعات ارهابية صورت مشاهد في أحياء حلب لتوحي بأنها سيطرت عليها
أعلنت فصائل معارضة سورية سيطرتها على عدد من احياء مدينة حلب في اليوم الثالث من هجومها المباغت، في حين اعلن الجيش السوري التصدي للجماعات المسلحة "وتكبيدها خسائر كبرى"، وأكد الجيش الروسي أنه قصف مواقع الفصائل المناهضة للحكومة السورية .
وقالت فصائل مسلحة مدعومة من تركيا وأخرى تابعة لهيئة تحرير الشام انها دخلت "الأحياء الجنوبية الغربية والغربية والوسطى" منها الشعار وقاضي عسكر والفردوس والاعظمية وكرم ميسر وباب النيرب في ثاني كبرى مدن البلاد، ,وقالت قناة العربية ان الفصائل وصلت الى قلعة حلب المعلم الرئيس في قلب المدينة. .
وبثت الفصائل صورا وتسجيلات مصورة لها في احياء الشعار والفردوس وقاضي عسكر وحلب الجديدة، وقالت انها سيطرت على مبنى محافظة حلب وقيادة الشرطة ، معلنة حظر تجوال في كامل مدينة حلب حتى صباح السبت. كما نشرت صورا لما قالت انه إطلاق سراح سجناء من أحد سجون حلب.
في المقابل قال التلفزيون السوري انه تم " إلقاء القبض على مجموعات ارهابية صورت مشاهد في عدد من أحياء حلب لتوحي بأن المجموعات الارهابية سيطرت على تلك الأحياء".
وهي المرة الأولى تدخل فيها فصائل المعارضة الى حلب منذ استعاد الجيش السوري السيطرة الكاملة على المدينة في العام 2016.
وأفادت وكالة فرانس برس نقلا عن مصادر دخلت حي حلب الجديدة مع الفصائل المهاجِمة، عن حصول اشتباكات مع القوات السورية ومجموعات مساندة لها.
وأودت العمليات العسكرية بحياة 285 من الاطراف المتقاتلة بينهم ما لا يقل عن 28 مدنيا.
وبدأ الهجوم الاربعاء الماضي خلال مرحلة حرجة تمر بها منطقة الشرق الأوسط مع سريان وقف إطلاق نار هش في لبنان بين إسرائيل وحزب الله .
ومع حلول يوم الجمعة، كانت الفصائل اعلنت سيطرتها على أكثر من 60 بلدة وقرية في الشمال الغربي.
وكان المرصد أفاد بأنّ مسلحي المعارضة وتحرير الشام تمكّنوا من قطع الطريق الرئيسي الذي يصل بين حلب ودمشق.
وتعرّض سكن جامعي في مدينة حلب الجمعة للقصف، ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين، بحسب وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا).
وأدت المعارك إلى نزوح أكثر من 14 ألف شخص، نصفهم تقريبا من الأطفال، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
ومن مدينة حلب، قال سرمد البالغ من العمر 51 عاما لفرانس برس "على مدار الساعة، نسمع أصوات صواريخ ورميات مدفعية وأحيانا أصوات طائرات"، مضيفا "نخشى أن تتكرر سيناريوهات الحرب وننزح مرة جديدة من منازلنا".
وقال ناصر حمدو البالغ 36 عاما من غرب حلب في اتصال هاتفي مع فرانس برس، "نتابع الأخبار على مدار الساعة، وقطع الطريق يثير قلقنا اقتصاديا لأننا نخشى ارتفاع اسعار المحروقات وفقدان بعض المواد".
ووصلت تعزيزات من الجيش السوري إلى مدينة حلب، وفق ما أفاد مصدر أمني سوري فرانس برس.
وقال المصدر الأمني : "وصلت التعزيزات العسكرية ولن يجري الكشف عن تفاصيل العمل العسكري حرصا على سيره، لكن نستطيع القول إن حلب آمنة بشكل كامل ولن تتعرض لأي تهديد".
أضاف "لم تُقطع الطرق باتجاه حلب، هناك طرق بديلة أطول بقليل"، متعهدا بأن "تفتح كل الطرق... قريبا".
وأعلن الجيش السوري في بيان مواصلته "التصدي" للهجوم و"استعادة السيطرة على بعض النقاط التي شهدت خروقات خلال الساعات الماضية".
وتزامنا مع الاشتباكات، شنّ الطيران الحربي الروسي والسوري أكثر من 20 غارة على إدلب وقرى محيطة بها، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، أدّت إلى مقتل شخص.
وأعلن الجيش الروسي أن قواته الجوية قصفت فصائل مناهضة للحكومة في سورية وقتل اكثر من 200 مسلح خلال 24 ساعة .
ونقلت وكالات أنباء روسية عن متحدث باسم مركز المصالحة التابع لوزارة الدفاع الروسية في سورية قوله إن "القوات الجوية الروسية تنفذ هجمات بالقنابل والصواريخ على معدات وعناصر جماعات مسلحة غير شرعية ونقاط سيطرة ومستودعات ومواقع مدفعية تابعة للإرهابيين".
وقال أوليغ إغناسيوك نائب رئيس مركز المصالحة الروسي إن "عملية صدّ عدوان المتطرفين مستمرة"، حسبما نقلت عنه وسائل إعلام رسمية.
ودعت تركيا إلى "وقف الهجمات" على مدينة إدلب ومحيطها، معقل المعارضة المسلّحة في شمال غرب البلاد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية عبر منصة إكس إنّ الاشتباكات الأخيرة "أدت إلى تصعيد غير مرغوب فيه للتوترات في المنطقة الحدودية. ولقد طالبنا بوقف الهجمات.
وقالت الوزارة "من المهم للغاية بالنسبة لتركيا تجنب مرحلة جديدة من زعزعة أكبر للاستقرار وعدم تأثر المدنيين"، مؤكدة أن "الحفاظ على الهدوء في إدلب وفي المنطقة الحدودية (...) أولوية بالنسبة لتركيا".
وكانت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» نقلت بيانا صادرا عن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية أكدت فيه ان قواتها تواصل التصدي «على جبهات ريفي حلب وإدلب للهجوم الكبير» الذي تشنه الفصائل المسلحة، و«التي تستخدم في هجومها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة إضافة إلى الطيران المسير، ومعتمدة على مجموعات كبيرة من المسلحين الأجانب».
وأعلنت ان قواتها المسلحة «كبدت التنظيمات المهاجمة خسائر فادحة وأوقعت في صفوفها المئات من القتلى والمصابين» وانها دمرت عشرات الآليات والعربات المدرعة وتمكنت من إسقاط وتدمير 17 طائرة مسيرة.
وأضافت القيادة: تستمر قواتنا في تعزيز جميع النقاط على محاور الاشتباك المختلفة بالعتاد والجنود لمنع الخروقات على تلك المحاور وصد هجماتهم، وقد نجحت قواتنا في استعادة السيطرة على بعض النقاط التي شهدت خروقات خلال الساعات الماضية، وستواصل أعمالها القتالية حتى ردهم على أعقابهم».
واتهم البيان ما وصفها بـ «التنظيمات الإرهابية» بالقيام «عبر المنصات التابعة لها بنشر معلومات وأخبار ومقاطع ڤيديو مضللة هدفها إرهاب المواطنين» ، ونوهت للمواطنين «عدم الأخذ بهذه الأخبار والتضليلات، وتلقي ما يصدر عن الإعلام الوطني ومنصاته الرسمية. وجاء البيان بعد إعلان فصائل المعارضة السيطرة على 70 نقطة وقرية في ريفي حلب وإدلب، منذ إطلاقها العملية عسكرية.
وقد اعتبر المتحدّث باسم الكرملين دميتري بسكوف أن الوضع في حلب "انتهاك لسيادة سورية". ودعا "الحكومة السورية لاستعادة النظام في المنطقة وإعادة النظام الدستوري" بشكل عاجل.
وشدّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في بيان "على دعم إيران المستمر لحكومة سورية وأمتها وجيشها في كفاحها ضد الإرهاب"، بعد اتصال هاتفي أجراه مع نظيره السوري بسام الصباغ.
ومن جانبه، قال الصباغ إن الدولة والحكومة في سورية ستناضلان بقوة للدفاع عن نفسيهما إلى أقصى حد، وسوف تحبطان، كما هو معتاد، محاولات الإرهابيين وداعميهم في تحقيق أهدافهم.
بعد التطورات في حلب
العراق يؤكد أن الحدود مع سورية مؤمنة بشكل كبير ويتعهد برد حازم على اي خطر
بغداد - وكالات : أكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية اللواء يحيى رسول أن الحدود مع سورية محصنة بأحكام ومؤمنة بشكل كبير.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن رسول قوله إن "تأمين الحدود العراقية بصورة تامة من الأولويات لدينا"، لافتا إلى أن "الحدود مع الجارة السورية وخاصة في مناطق شمال شرق سورية محكمة ومحصنة وتوجد فيها قطعات قيادة قوات الحدود ومجهزة بأحدث الأسلحة والمعدات، وكذلك هناك تحصينات محكمة بالإضافة إلى مراقبة الحدود عبر الطيران المسير".
وأضاف أنه "توجد خلف قوات الحدود قطعات الجيش العراقي لتأمين هذه المناطق، والقوات المسلحة لديها عمليات مراقبة مستمرة والحدود مؤمنة ومحصنة بشكل كبير".
وتابع رسول أن الأجهزة الاستخباراتية تراقب أي تحرك للجماعات المسلحة "وفي حال حاولوا التعرض أو الوصول إلى الحدود العراقية سيكون هناك رد حازم وقوي".
ونقلت قناة العربية من جهتها، عن مصدر أمني عراقي أن : تعزيزات عسكرية عراقية ستصل خلال الساعات المقبلة إلى الحدود مع سورية، فيما اعتبر
المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي فادي الشمري تعليقا على الأحداث في حلب أنه : تطور خطير من حيث التوقيت والجهوزية والتسليح.. والجيش العراقي جاهز لمواجهة التداعيات"
وتأتي التأكيدات العراقية حول الأمن على الحدود في ضوء الأحداث التي تشهدها بعض المناطق السورية من اشتباكات بين القوات السورية وبعض المجموعات المعارضة .