تكثف الإدارة السورية الجديدة من تحركاتها الديبلوماسية الخارجية ونشاطها الأمني والخدماتي في الداخل، بهدف تعزيز زخم الدعم والقبول الذي تحظى به.
فقد التقى رئيس الحكومة الانتقالية م.محمد البشير في دمشق مع رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش إيغر والوفد المرافق لها.
وأعلن وزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة أسعد الشيباني أنه سيقوم بزيارات رسمية خلال الأيام المقبلة إلى كل من: قطر والإمارات والأردن، وذلك بعد أيام من زيارة وفد سوري رفيع المستوي للمملكة العربية السعودية، ضم ايضا إلى جانب الشيباني، كلا من: وزير الدفاع مرهف أبوقصرة ورئيس الاستخبارات العامة انس خطاب.
وقال الشيباني في منشور بحسابه على منصة «إكس»: «سأمثل بلدي سورية في زيارة رسمية إلى الأشقاء في دولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية».
وأضاف «نتطلع إلى مساهمة هذه الزيارات بدعم الاستقرار والأمن والانتعاش الاقتصادي وبناء شراكات متميزة».
جاء ذلك، بعد يوم واحد من لقاء قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع في قصر الشعب بدمشق كلا من وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو، ووزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك، والقائم بالأعمال لبعثة الاتحاد الأوروبي مايكل أونماخت.
وأكدت الوزيرة بيربوك، في مؤتمر صحافي بعد لقائها الشرع، ضرورة مشاركة كل المكونات السورية في إعادة بناء الدولة.
وأكدت بيربوك ونظيرها الفرنسي جان نويل بارو ضرورة تحقيق انتقال سلمي وجامع للسلطة في سورية. وأشارت الوزيرة الألمانية إلى أنها أكدت للشرع ومسؤولين آخرين التقتهم في سورية أن «حقوق المرأة هي مقياس» لتحقيق التقدم في مجال حقوق الإنسان.
كما دعت كل الدول المجاورة إلى «احترام وحدة أراضي سورية وسيادتها»، معتبرة أن «سلامة الأكراد هي أساسية أيضا من أجل سورية تعيش في سلام».
وعلى صعيد الداخل السوري، أعلنت السلطات السورية أن مطار دمشق الدولي، وهو الأكبر في البلاد، سيستأنف اعتبارا من بعد غد تسيير الرحلات الدولية من العاصمة وإليها، بعد توقفها عقب سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد الشهر الماضي.
وقال رئيس هيئة الطيران المدني والنقل الجوي أشهد الصليبي لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا): «نعلن عن بدء استقبال الرحلات الجوية الدولية من وإلى مطار دمشق الدولي من تاريخ 7 يناير 2025».
وأضاف «نطمئن شركات الطيران العربية والعالمية بأننا في مرحلة إعادة تأهيل كاملة لمطاري حلب ودمشق بمساعدة شركائنا ليكونا قادرين على استقبال الرحلات من كافة أنحاء العالم».
وكانت الخطوط القطرية أعلنت الخميس الماضي أنها ستستأنف اعتبارا من 7 الجاري، رحلاتها إلى دمشق.
وفي غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع في الإدارة السورية المؤقتة بدء جلسات تنظيمية مع قيادات فصائل المعارضة المسلحة لضمها إلى وزارة الدفاع.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» في بيان: «وزارة الدفاع السورية تبدأ بعقد الجلسات التنظيمية مع القيادات العسكرية للبدء بعملية انخراط الفصائل في وزارة الدفاع».
وتأتي هذه الاجتماعات بعد ما أكده قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع مؤخرا من أن الحكم القادم في سورية سيتضمن إجراء الانتخابات، وأن وزارة الدفاع ستحل جميع الفصائل المسلحة.
وأضاف الشرع أن: «وزارة الدفاع في الحكومة الانتقالية ستحل هذه الفصائل ولن يكون هناك سلاح خارج سلطة الدولة السورية»، داعيا حكومات العالم إلى شطب «هيئة تحرير الشام» من قوائم الإرهاب وإزالة كل القيود «لتتمكن سورية من إعادة البناء».
وعلى الأرض، استمرت حملة التمشيط في حمص وسط سورية بحثا عن مجرمي حرب ومتورطين بجرائم، من «فلول النظام السابق»، ممن رفضوا تسليم سلاحهم ومراجعة مراكز التسوية.
وأفادت قناة «العربية/الحدث» الفضائية بأن عملية التمشيط الأمني أسفرت عن اعتقال قادة أمنيين ومسؤولين في سجون النظام السابق.
وأضافت أن إدارة العمليات العسكرية ضبطت أسلحة لعناصر نظام الأسد في حمص وريفها.
وأسفرت عمليات التمشيط عن توقيف نحو 150 شخصا، كما تم ضبط مستودع للذخيرة في حي الزهراء بحمص.
وفي السياق، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه تم اعتقال مسؤولين عن مجزرة كرم الزيتون 2012 في حملة حمص.