تواترت إشارات إيجابية بشأن مفاوضات هدنة قطاع غزة المتواصلة على المستوى الفني في دولة قطر، فيما تحدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الحظر الإسرائيلي لأنشطتها، مؤكدة أنها لن توقف عملياتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها غزة.
فقد قالت القناة الـ 12 الإسرائيلية إن المفاوضات الهادفة الى وقف إطلاق النار في غزة شهدت تقدما ملحوظا فيما يتعلق بعودة النازحين إلى شمال القطاع، مشيرة إلى أن تل أبيب أبدت استعدادا للسماح للفلسطينيين بالعودة بشرط أن يخضعوا لتفتيش عند محور «نيتساريم» بواسطة جهة دولية مستقلة لم تحددها.
واعتبرت القناة الاسرائيلية ان ذلك يعتبر بمنزلة «انجاز» لحركة «حماس».
وفي سياق متصل، قالت وسائل إعلام إسرائيلية أن أي صفقة مع «حماس» لوقف إطلاق النار ستنقل قرار الحرب من غزة إلى الضفة الغربية، محذرة من أن «ثمن إطلاق سراح الأسرى قد يؤدي إلى مزيد من العمليات».
جاء ذلك غداة تأكيد ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، تحقيق تقدم كبير في مفاوضات صفقة التبادل.
وفي هذه الأثناء، ذكر ضباط كبار في الجيش الاسرائيلي أن «العملية البرية في قطاع غزة استنفدت نفسها» رغم تصريحات رئيس الأركان بأن الضغط على (حماس) سيستمر إلى «نقطة تدرك فيها أنها عليها إعادة المختطفين كافة»، بحسب ما أفادت قناة «الجزيرة» الفضائية نقلا عن وسائل إعلام اسرائيلية أمس.
وتزامنت هذه التحذيرات مع إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل قائد السرية 932 التابعة للواء ناحال في معارك ببيت حانون شمال غزة.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن قائد السرية قتل مع نائبه الذي كان من المفترض أن يخلفه.
في الغضون، أكدت مديرة الاتصالات في «أونروا» جولييت توما، أن الوكالة لن توقف عملياتها بنهاية يناير الجاري عندما يدخل قانون الحظر الذي أقره «الكنيست» الإسرائيلي حيز التنفيذ.
وأشارت المسؤولة الأممية في تصريح لموقع «اكسيوس» الاخباري الاميركي إلى أن «أونروا» تخطط للبقاء في القطاع والعمل لأطول فترة ممكنة إلى أن نفقد القدرة على ذلك، محذرة من أن «الأمر سيكون كارثيا إذا تم حظرنا مع عدم وجود جهة بديلة تعوض نشاطنا» هناك.
انسانيا، أعلن مستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوبي غزة، توقف الخدمة الصحية باستثناء أقسام العناية والعمليات نتيجة أزمة الوقود.
وحذر المستشفى من كارثة إنسانية وصحية قد تؤدي إلى موت المرضى اختناقا في قسم العناية المركزة.
وناشد المؤسسات الدولية التدخل العاجل لإدخال الوقود لضمان استمرار تقديم الخدمة الطبية.
وفي التطورات الميدانية، استهدف الجيش الإسرائيلي منزلين في مخيمي الشاطئ والنصيرات، بالإضافة إلى خيمة تؤوي نازحين في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ«حماس» أن 51 فلسطينيا قتلوا خلال 24 ساعة، فيما ارتفعت حصيلة القتلى الإجمالية إلى 45936 قتيلا منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة قبل ستة عشر شهرا.
وقالت الوزارة في بيان أمس إن الجيش الإسرائيلي «ارتكب 6 مجازر ضد العائلات في غزة وصل منها للمستشفيات 51 شهيدا خلال 24 ساعة»، مشيرة إلى أن «حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 45936 شهيدا و109274 إصابة» منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023.
إلى ذلك، استهدفت غارة إسرائيلية بلدة (طمون) بالقرب من مدينة (طوباس) بالضفة الغربية المحتلة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وهم طفلان وشاب.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 45 فلسطينيا بينهم طفل وامرأتان في الضفة الغربية.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني في بيان مشترك إن حملة الاعتقالات طالت عددا من الأسرى المحررين بالسابق إذ توزعت عمليات الاعتقال في مختلف المحافظات الفلسطينية.
وأضاف البيان أن حملة الاعتقالات رافقتها عمليات اقتحام وتنكيل واسعة واعتداءات بالضرب وتهديدات للمعتقلين وعائلاتهم إلى جانب عمليات تخريب وتدمير المنازل.
السعودية تندد بالخريطة الإسرائيلية المزعومة التي تضم مزيداً من الأراضي العربية
أعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها ورفضها لمزاعم الاحتلال الإسرائيلي وادعاءاته الباطلة حيال الخريطة المنشورة على حسابات رسمية تابعة له وتظهر أجزاء من دول عربية ضمن حدود الاحتلال المزعومة.
وأكدت الخارجية السعودية في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية (واس) أن هذه الادعاءات المتطرفة تدلل على نوايا سلطات الاحتلال في تكريس احتلالها والاستمرار في الاعتداءات السافرة على سيادة الدول وانتهاك القوانين والأعراف الدولية.
وجددت الوزارة مطالبة المملكة للمجتمع الدولي للاضطلاع بدوره في وقف الانتهاكات الإسرائيلية ضد دول المنطقة وشعوبها والتأكيد على ضرورة احترام سيادة الدول وحدودها للحد من تفاقم أزمات المنطقة وتقويض الجهود الرامية إلى تحقيق سلام عادل وشامل.