حذر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون من «أخطاء» يمكن أن تعرقل عملية الانتقال السياسي في سورية بعد الإطاحة بنظام الرئيس السابق بشار الأسد، منبها أيضا إلى مخاطر الهجمات الإسرائيلية على سلامة الأراضي السورية.
وقال بيدرسون، في اجتماع لمجلس الأمن الدولي ناقشت التطورات في سورية بعد شهر على سقوط حكم الأسد، إن «القرارات المتخذة اليوم ستحدد المستقبل على المدى الطويل».
وأضاف «هناك فرص ومخاطر حقيقية»، داعيا سورية والمجتمع الدولي إلى «النجاح في المرحلة المقبلة».
ورحب المبعوث الأممي بإعلان الإدارة السورية الجديدة اعتزامها تشكيل لجنة موسعة تمثل مختلف مكونات المجتمع للتحضير لمؤتمر الحوار الوطني، مؤكدا وجود «فرص كبيرة لبناء أسس جديدة لسلام دائم واستقرار في سورية»، لكنه حذر من أن «أخطاء أو فرص ضائعة يمكن أن تهدد مستقبل هذا البلد وتزرع بذور عدم الاستقرار».
وشدد بيدرسون على أن «الانتقال السياسي الشامل هو الطريقة الأكثر فعالية لبناء الثقة»، داعيا السلطات الجديدة في سورية إلى «مد يدها» لكل مكونات المجتمع.
وقال المبعوث الأممي إن «مناطق كبيرة ليست تحت سيطرة السلطات الانتقالية، والنزاع مستمر، وهناك أيضا تهديدات حقيقية لسيادة سورية ووحدتها وسلامة أراضيها».
كما أعرب بيدرسون عن «قلقه العميق» إزاء انتشار الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة منزوعة السلاح في الجولان المحتل، وقال إن «الهجمات ضد سيادة سورية وسلامة أراضيها يجب أن تتوقف»، معربا عن قلقه بشأن معلومات متعلقة باستخدام القوات الإسرائيلية لذخائر ضد مدنيين وتدمير بنى تحتية.
وأضاف أن «مثل هذه الانتهاكات، وكذلك الضربات الجوية الإسرائيلية على أجزاء أخرى من سورية، كما حدث في حلب الأسبوع الماضي بحسب التقارير، يمكن أن تعرض فرص الانتقال السياسي السلمي للخطر».
من جهته، أكد مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن ما تقوم به إسرائيل في هضبة الجولان السورية المحتلة يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي، ويشكل تهديدا مباشرا لوحدة الأراضي السورية.
وقال نيبينزيا امام جلسة مجلس الأمن بشأن سورية: «نود أن نسلط الضوء بشكل خاص على التهديد المباشر لوحدة الأراضي السورية الذي تشكله الأعمال غير القانونية التي تقوم بها إسرائيل، التي تنتهج سياسة الأمر الواقع في مرتفعات الجولان المحتلة، حيث تم الاستيلاء بالفعل على 500 كيلومتر مربع من الأراضي السورية».
من جانبها، قالت المندوبة الأميركية في مجلس الأمن إن هناك إشارات جيدة صدرت من جانب الإدارة السورية الجديدة، منوهة إلى استعداد واشنطن لتخفيف العقوبات المفروضة على دمشق.
وأضافت: يجب أن تؤدي العملية السياسية في سورية إلى حكومة شاملة تحترم حقوق الإنسان.