اقتحم الجيش السوداني وقوات نظامية أخرى أمس مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام، وأكد تحقيق تقدم فيها.
وفي بيان، «هنأ» الجيش الشعب السوداني «بدخول قواتنا مدينة ود مدني والتي تعمل على (تطهير) جيوب المتمردين داخل المدينة». وأعلن المتحدث باسم الحكومة السودانية وزير الثقافة والإعلام خالد الإعيسر في بيان «تمكنت القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى والمستنفرون من تحرير مدينة ود مدني».
وقال شاهد عيان لوكالة فرانس برس من منزله في وسط ود مدني، طالبا عدم الكشف عن هويته حرصا على سلامته «انتشر الجيش والمقاتلون حولنا في كل شوارع المدينة».
وتسببت الحرب بأكبر أزمة نزوح في العالم وبأزمة إنسانية كبيرة وفق الأمم المتحدة التي تقدر بأن أكثر من 30 مليون سوداني، أكثر من نصفهم من الأطفال، بحاجة إلى المساعدة بعد 20 شهرا من الحرب.
وفي بداية النزاع، فر أكثر من نصف مليون شخص إلى ولاية الجزيرة، قبل هجوم لقوات الدعم السريع في نهاية 2023 تسبب بنزوح ما يزيد عن 300 ألف شخص، وفقا للأمم المتحدة.
واتهمت قوات الدعم السريع والجيش مرارا باستهداف المدنيين وقصف المناطق السكنية من دون تمييز.
ولكن قوات الدعم السريع واجهت انتقادات على وجه التحديد بسبب عمليات القتل الميداني والنهب المتفشي والعنف الجنسي المنهجي وحصار مدن بأكملها.
وقالت الولايات المتحدة الثلاثاء إن قوات الدعم السريع «ارتكبت إبادة جماعية» وفرضت عقوبات على زعيمها محمد حمدان دقلو.
وأورد شهود عيان في المدن التي يسيطر عليها الجيش في أنحاء السودان أن العشرات نزلوا إلى الشوارع للاحتفال.
ونقل شاهد عيان لوكالة فرانس برس، طالبا عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أن المتظاهرين هتفوا «جيش واحد، شعب واحد» في منطقة خاضعة لسيطرة الجيش في أم درمان، وهي جزء من الخرطوم الكبرى على بعد 200 كيلومتر شمال ود مدني.
ورحبت لجنة المقاومة المحلية في ود مدني، وهي واحدة من مئات الجمعيات التطوعية المؤيدة للديموقراطية بتقدم الجيش في وادي مدني، مؤكدة في منشور على موقع اكس «الآن تشرق شمس الحرية من جبروت الجنجويد».
وخرجت حشود في بورت سودان، أمس ورددت هتافات «سنرجع» بعد إعلان الجيش.