تواترت الإشارات الإيجابية بشأن التقدم الذي تحققه المفاوضات غير المباشرة الجارية في الدوحة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، والهادفة إلى وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والأسرى في غزة، بينما يتواصل التصعيد الإسرائيلي في القطاع وكذلك بالضفة الغربية المحتلة.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن قطر نقلت إشارة إيجابية من (حماس) إلى إسرائيل بشأن إحراز تقدم في المفاوضات.
جاء ذلك غداة لقاء رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني مبعوث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف في الدوحة، حيث ناقشا محادثات وقف إطلاق النار في غزة.
وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان مقتضب إن الطرفين استعرضا «آخر تطورات الأوضاع في المنطقة، لاسيما الجهود الهادفة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة» بين إسرائيل وحركة (حماس).
وكانت قطر أكدت مؤخرا أن المحادثات بشأن التوصل إلى هدنة في غزة تتواصل «على المستوى الفني».
وكان الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن تحدث الخميس الفائت عن إحراز «تقدم حقيقي» في المفاوضات.
وقال بايدن للصحافيين في البيت الأبيض: «إننا نحرز بعض التقدم الحقيقي، لقد التقيت المفاوضين».
وأضاف: «ما زلت آمل بأن نتمكن من إجراء عملية تبادل (لأسرى مقابل رهائن). حركة حماس هي التي تقف في طريق هذا التبادل حاليا، لكنني أعتقد أننا قد نكون قادرين على إنجاز ذلك، نحن بحاجة إلى إنجازه».
وفي سياق متصل، ذكر متحدث باسم البيت الأبيض أن التوصل إلى اتفاق من شأنه ضمان إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة «ممكن» قبل 20 الجاري، وهو اليوم الذي من المقرر فيه تنصيب ترامب خلفا للرئيس بايدن.
وقال منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي للصحافيين خلال مؤتمر صحافي إنه لا يستطيع إعطاء «نسبة مئوية» تحدد الاحتمالية الدقيقة للتوصل إلى مثل هذا الاتفاق في النهاية، بما يمهد الطريق أمام إطلاق سراح 100 رهينة من بينهم 7 أميركيين.
وذكر كيربي: «السؤال هو، هل أعتقد أن هذا ممكن؟». وأضاف قائلا: «نعم، نعتقد أن هذا ممكن، ولكن ليس بدون الكثير من العمل الشاق الذي لا يزال ينتظرنا».
على صعيد التطورات الميدانية، أعلن جهاز الدفاع المدني في غزة عن توقف عدد من مركبات الإطفاء والإنقاذ عن العمل في عدة محافظات بالقطاع، منها:غزة والوسطى وخان يونس، بسبب نقص المعدات وقطع الغيار الضرورية لإصلاحها وتشغيلها.
وأكد الدفاع المدني في بيان أمس أن التوقف يأتي في ظل تدمير معظم المعدات والأنظمة المساندة، التي كانت تتوافر في السوق المحلي قبل الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة.
وأضاف البيان ان الهجمات الإسرائيلية دمرت مخزون الدفاع المدني من قطع الغيار، مما أدى إلى تعذر صيانة المركبات المتوقفة.
وفي ظل هذه الأزمة، طالب الدفاع المدني جميع الجهات الإنسانية الدولية والإقليمية والعربية بالتدخل العاجل لإدخال قطع الغيار والمعدات اللازمة لقطاع غزة، محذرا من أن استمرار الوضع الحالي سيزيد من تعقيد الأزمة ويقلل من قدرة الطواقم على الاستجابة لنداءات المواطنين في ظل تزايد الحاجة إلى عمليات الإنقاذ والإطفاء.
وأشار البيان إلى أن أكثر من نصف المركبات العاملة في القطاع متوقفة أيضا بسبب نقص الوقود، مما يزيد من صعوبة المهام اليومية.
جاء ذلك فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل 32 شخصا وإصابة 193 آخرين جراء سلسلة من المجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في مناطق متفرقة من القطاع.
وذكرت الوزارة في بيان صحافي أمس أن هجمات الاحتلال الإسرائيلي المكثفة أسفرت عن ارتكاب 5 مجازر في غضون يومين، مشيرة إلى أن الضحايا والمصابين تم نقلهم إلى مستشفيات القطاع وسط استمرار الأوضاع الإنسانية الكارثية.
وأضافت الوزارة أن «الحصيلة التراكمية للشهداء ارتفعت بإضافة 499 شهيدا جرى استكمال بياناتهم واعتمادها من اللجنة القضائية المسؤولة عن متابعة ملف التبليغات والمفقودين».
وأوضحت أن عددا كبيرا من الضحايا والمفقودين مازالوا تحت أنقاض المباني المدمرة وفي الطرقات، حيث تعذر على فرق الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم بسبب القصف المستمر ونقص الإمكانيات والمعدات اللازمة.
وبذلك ترتفع حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع المحاصر منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 46537 شهيدا و109571 إصابة.