تربع «ديبسيك» DeepSeek، وهو تطبيق دردشة يعمل بالذكاء الاصطناعي تطوره شركة صينية ناشئة، على قمة قوائم التنزيلات على متجر التطبيقات «آب ستور»، مثيرا دهشة المحللين بقدرته على مضاهاة أداء منافسيه الرئيسيين في الولايات المتحدة مثل «تشات جي بي تي».
يحدث «روبوت الدردشة» هذا حاليا ضجة كبيرة في قطاع التكنولوجيا الفائقة، خصوصا لدى الشركات الأميركية العملاقة مثل «إنفيديا» و«ميتا».
وصمم «ديبسيك» بواسطة شركة ناشئة مقرها في هانغتشو - شرق الصين، وهي مدينة معروفة بأنها تضم عددا كبيرا من شركات التكنولوجيا.
وهو متاح للاستخدام كتطبيق هاتفي أو على أجهزة الكمبيوتر، ويوفر الكثير من الميزات المشابهة لتلك التي تقدمها تطبيقات المنافسين الغربيين: ككتابة كلمات الأغاني، والمساعدة في التعامل مع المواقف اليومية أو حتى اقتراح وصفة طعام تتناسب مع محتويات الثلاجة.
ويمكن لروبوت الدردشة «ديبسيك» التواصل بلغات عدة، لكنه يتشارك القيود نفسها مع الكثير من برامج الدردشة الآلية الصينية. وعندما سئل عن مواضيع حساسة، مثل الرئيس شي جينبينغ، فضّل تجنب الموضوع واقترح «الحديث عن شيء آخر».
ومع ذلك، فإن أداءه، سواء في كتابة شيفرات معقدة أو حل مسائل رياضية صعبة، قد فاجأ الخبراء.
وبحسب ورقة بحثية تشرح بالتفصيل عملية تطوير النموذج، جرى تدريب «ديبسيك» باستخدام جزء بسيط فقط من الرقائق التي يستخدمها منافسوها الغربيون.
وقال مارك أندريسن، المستثمر والمستشار المقرب للرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن مشروع ديبسيك يشكل «نقطة تحول للذكاء الاصطناعي»، مثل «سبوتنيك»، في إشارة إلى إطلاق القمر الاصطناعي السوفييتي الذي أشعل سباق الفضاء خلال الحرب الباردة.
وتعتمد «ديبسيك»، مثل منافسيها الغربيين «تشات جي بي تي» أو «لاما» أو «كلود»، على نموذج لغوي كبير (LLM)، تم تدريبه من كميات هائلة من النصوص، لإتقان التفاصيل الدقيقة للغة الطبيعية.
لكن على عكس منافسيه الذين يطورون نماذج خاصة بهم، فإن «ديبسيك» مفتوح المصدر. وهذا يعني أن شيفرة التطبيق متاحة للجميع، ما يسمح لهم بفهم كيفية عمله وتعديله.
واعتبر ألكسندر وانغ، من شركة «سكيل إيه آي» Scale AI، عبر منصة «إكس» أن ديبسيك تشكل «جرس إنذار لأميركا».
وقالت شركة ديبسيك إنها أنفقت 5.6 ملايين دولار فقط لتطوير نموذجها، وهو مبلغ زهيد مقارنة بالمليارات التي استثمرتها شركات التكنولوجيا العملاقة في الولايات المتحدة.
هذا، وتراجعت مؤشرات بورصة «وول ستريت» الرئيسية بشكل حاد أمس الإثنين مع تزايد شعبية تطبيق ديبسيك، مما أثار موجة بيع في أسهم شركة صناعة الرقائق «إنفيديا» وشركات أخرى من المتوقع أن تستفيد من الاستثمار في التكنولوجيا.
وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي 275.4 نقطة أو 0.62% إلى 44148.84 نقطة، وتراجع المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 132.2 نقطة، أو 2.17% إلى 5969.04 نقطة، كما نزل المؤشر ناسداك المجمع 720.3 نقطة، أو 3.61%، إلى 19234.042 نقطة.
وهوى سهم «إنفيديا» بأكثر من 13% خلال تعاملات الإثنين، لتخسر صانعة الرقائق 465 مليار دولار من قيمتها السوقية، وهي الخسارة الأكبر في تاريخ السوق، بعد إطلاق تطبيق «ديبسيك» الصيني المنافس لتطبيقات «سيليكون فالي».
وحال استمرار الخسائر، فإن مؤشري ناسداك 100 وستوكس 600 الأوروبي الفرعي لقطاع التكنولوجيا قد يشهدان انخفاضا بالقيمة السوقية بنحو 1.2 تريليون دولار.