دفع نفوق طائر صغير بفعل البرد القارس في أحد شوارع العاصمة التركية أنقرة الفنان والرسام ناجي باريشان، إلى بدء رحلة غير عادية في صناعة بيوت للطيور، معتمدا على أفكار مستوحاة من العمارة العثمانية وتراث الأناضول.
وخلال أربع سنوات تمكن باريشان من تعليق نحو ألف بيت خشبي للطيور على جدران مستشفيات، ومساجد، وحدائق، ودور رعاية مسنين في أنقرة.
الفنان التركي تحول تعاطفه مع طيور المدينة إلى رسالة للرحمة والجمال في إطار مشروع أطلق عليه «مدرسة الرحمة» يتضمن تنظيم ورش عمل لتعليم صناعة بيوت للطيور وشرح مفهوم الرحمة للأطفال والشباب. وأكد باريشان، الذي يعمل منسقا ثقافيا وفنيا في دائرة الفنون التركية والإسلامية برئاسة الشؤون الدينية، أنه يسعى من خلال هذا العمل إلى جعل هذه البيوت لوحات فنية تحمل طابعا عثمانيا وأناضوليا.
وفي حديثه للأناضول، قال باريشان إنه يركز على جعل بيوت الطيور التي يصنعها تحمل طابعا جماليا ورقيقا، وأن هذا العمل أصبح شغفا يملأ حياته.
وأوضح أنه يزين بيوت الطيور بزخارف مستوحاة من العمارة العثمانية وتراث الأناضول، لتكون محط إعجاب للعين ومصدر دفء للقلوب. وأضاف أنه يعتمد بالكامل على إمكانياته الخاصة في صناعة بيوت الطيور، مشيرا إلى أنه يحرص على تعليقها في أماكن يلتمس فيها الناس الهدوء والسكينة، مثل المستشفيات ودور رعاية المسنين.
وشدد على عزمه على المضي قدما والاستمرار في صناعة بيوت الطيور، والسعي لتعميم الفكرة في مختلف دول العالم لصناعة مليون بيت للطيور.