تواصل إطلاق النار في بعض أحياء غوما، المدينة الكبيرة في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية التي تدور فيها معارك بين القوات المسلحة الكونغولية ومقاتلين من حركة «ام 23» المتحالفة مع القوات الرواندية، فيما هاجم متظاهرون ضد تصاعد العنف شرق البلاد، سفارات دول عدة بينها رواندا في العاصمة كينشاسا.
ودخل مقاتلو حركة «إم23» والجنود الروانديون مساء الأحد المدينة التي يقطنها أكثر من مليون نسمة مع عدد مواز تقريبا من النازحين، في نهاية عملية تقدم خاطفة استمرت بضعة أسابيع، بدأت بعد فشل الوساطة بين الكونغو الديموقراطية ورواندا منتصف ديسمبر تحت رعاية أنغولا.
وفي كينشاسا، هاجم متظاهرون سفارات رواندا وفرنسا وبلجيكا والولايات المتحدة، في حين تصاعد الدخان من مبنى السفارة الفرنسية، وفق وكالة فرانس برس. وقالت قناة الجزيرة ان المتظاهرين أضرموا النار في السفارة الفرنسية، حيث ندد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو بما وصفه بالهجمات «غير المقبولة» على سفارة بلاده في كينشاسا.
وكتب بارو على حسابه بموقع (اكس) للتواصل الاجتماعي إن السفارة الفرنسية في جمهورية الكونغو تعرضت لهجوم من قبل متظاهرين أطلقوا خلاله النار على مبنى السفارة.
وأضاف انه جرت السيطرة على الوضع، مؤكدا ان هذه الهجمات «غير مقبولة» وأنه «يجري حاليا بذل جميع الجهود لضمان سلامة مواطنينا».
وفيما دعا الاتحاد الأفريقي حركة «إم 23» المسلحة إلى «إلقاء السلاح» في شرق الكونغو الديموقراطية، أعلنت وزارة الخارجية البلجيكية «إضرام النار في مدخل سفارتنا في الكونغو الديموقراطية». وقالت انها طلبت تدخل الشرطة لحماية ديبلوماسيينا.
وأبدى برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة «القلق» بشأن نقص الغذاء في غوما بعد تعليق عملياته. وبحسب الناطقة باسم البرنامج شيلي ثاكرال، فإنه «اعتمادا على مدة أعمال العنف، قد تتعرض إمدادات الغذاء إلى المدينة لعرقلة شديدة»، وتوقع أن تبدأ الإمدادات في النفاد وسيحتاج الناس إلى البحث عما يمكن للبقاء على قيد الحياة.
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي: «لقد نزح نصف مليون شخص إضافي هذا الشهر وحده». في شرق الكونغو، الغني بالموارد الطبيعية، تتواصل الصراعات والتمردات منذ أكثر من 30 عاما.