Note: English translation is not 100% accurate
ولنا رأي
الأحد
2006/9/17
المصدر : الانباء
انقطاع الكهرباء والماء أزمة دولة لا أزمة أشخاص
بالتأكيد انه ليس من المناسب مطلقاً التدخل في عمل لجنة التحقيق الحيادية التي شكلها مجلس الوزراء برئاسة وزير الطاقة الشيخ علي الجراح للتحقيق في أسباب أزمة انقطاع الكهرباء. ولكن لابد من التذكير دائما ـ وبغض النظر عن النتائج التي ستصل إليها هذه اللجنة ـ بأن الأزمة ليست أزمة أشخاص، ولا يمكن بحجمها الذي شاهدناه أن تكون كذلك، بل هي أزمة دولة.
فالمشكلة لم تبرز بين عشية وضحاها وإنما هي نتيجة لتراكمات طيلة سنوات، عرضت خلالها المشكلة مراراً وتكراراً على السلطتين التنفيذية والتشريعية وخاصة في جلسة 16/3/2004 التي طرحت خلالها المشكلة على مجلس الأمة وعرضت خلالها الحلول المطلوبة، وبدأت حملة لترشيد الاستهلاك وتنظيم تحصيل الفواتير لأن عدم تحصيلها يشجع على المزيد من الاسراف بالاستهلاك.
وبالأمس نشرت «الأنباء» دراسة لوزير الماء والكهرباء الأسبق د.حمود الرقبة تحدث فيها عن أن استهلاك الكهرباء يكلف الدولة 25 مليون دولار يومياً. و اشار الى انه إذا لم تنشأ محطات جديدة في 2009 فسنصبح في خطر، وكذلك بالنسبة للمياه حيث تحتاج البلاد لمحطة تحلية عام 2008 ويجب طرح مناقصتها قبل نهاية 2006.
وأوضح د.الرقبة أنه إذا أردنا التخلص من أزمة الكهرباء فعلينا تقنين رخص البناء وإيصال التيار ووقف فرز القسائم واللجوء إلى ترشيد الاستهلاك.
وسبق لعدد كبير من الخبراء بينهم د.الرقبة بالماضي أن تحدثوا وحذروا من أن التأخير في مناقصات المشاريع الرئيسية على مدى السنوات الماضية هو من أهم أسباب الأزمة الحالية.
ليس من العدل ان نحاول ان نختزل مشكلة بهذا الحجم بأداء أشخاص إداريين لم يخفوا يوماً الأرقام وحقيقة الوضع، بل بالعكس رفعوا الصوت عالياً محذرين من الأزمة، ونحاول اظهارهم على أنهم المسؤولون عن المشكلة كما يحاول البعض ان يوهم الناس.
الوزير الجراح أكد لـ «الأنباء» ان التحقيق هدفه تحديد مسؤولية قياديي وزارة الطاقة الموقوفين من عدمها ولا يعني ثبوت تقصيرهم اطلاقاً.
أصوات كثيرة رأت أنه في ظل الاستهلاك المتنامي، بل المتضخم للكهرباء والماء في الكويت تعتبر إدارة الأمور بالمرحلة الماضية انجازا في وقت لم تسر فيه المشاريع المطلوبة بالسرعة اللازمة.
والمطلوب اليوم في دولة المؤسسات ان تتحمل كل جهة دورها لحل المشكلة، وهذا هو الأساس بدلا من محاولة تحميلها لأشخاص تصدوا وحاولوا الحد منها من منطلق وجودهم في مواقعهم عند تفجر هذه الأزمة المزمنة.
اقرأ أيضاً