بسم الله الرحمن الرحيم (يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)
إن محاولة النيل من كرامة الوطن ووحدته وأمنه واستقراره أمر مرفوض، فلابد لنا من أن نقف كلنا حصنا منيعا ضد كل من تسوّل له نفسه العبث بأمننا، وإن واجب الدفاع عن أمن الوطن من قبل ولي الأمر شيء بديهي ولا يختلف العقلاء والحكماء عليه، فإذا ما تعاظمت الأخطار، وتفشت وخرجت عن مسارها المألوف، فولي الأمر هو من يستشعر عظائم الأمور، فخروج طاقم السفينة عن أوامر الربان يغرق الجميع، فإذا ما شعر الطاقم بجنوح السفينة نجده يعتصم بالربان وبحنكته وخبرته الطويلة، فإذا ظهر ما يهدد سلامة الفرد والمجتمع تجد الكل يقف صفا منيعا خلف القائد لإعادة الأمور إلى نصابها، وانطلاقا من توجهات صاحب السمو الوالد القائد نحو وأد الفتنة على هامش الحديث مع رؤساء التحرير ومن منطلقات العقل والمنطق.
وحفاظا على مكتسباتنا ولحمتنا الوطنية يجب أن نحرص على حفظ الأمن العام للوطن فكلنا خفير، وأن نفوت الفرصة على العابثين بأمنه واستقراره غير مكترثين بمصائر الأجيال، وبمصير الأمة الكويتية، فيجب أن نشغل أنفسنا بما هو مفيد لنهضتها وعمارتها، وسمو مكانتها ورفعتها، وأن نسعى جميعا لإرساء دعائم المجد للأجيال القادمة، وفق منظومة الفهم الصحيح للديموقراطية والعمل في ظلها مسترشدين بمسيرة الآباء والأجداد العطرة. لا أن نجعلها مجرد شعارات نتغنى بها لتحقيق مآرب شخصية وأطماع دنيوية نحن بغنى عنها، وبذلك نكون قد أسأنا إلى مفهوم الديموقراطية الصحيح، فتتحول إلى مفهوم مشوّه ومخرّب. ولنحمل جميعنا شعلة الديموقراطية البناءة والمضيئة خلف قائد مسيرتنا لترسيخ بنيان وطننا العزيز. فالشباب والوطن لا يستحقون منا كل هذا العناء، ولذلك فلنهتم بالشباب من خلال إذكاء الروح الجادة والوثابة الهادفة لخدمة الوطن وبنائه، لا إذكاء الروح المتعطشة للهدم باسم الديموقراطية المشوهة، فشريحة الشباب هي من ستحمل الرؤية التي تحدد مسار المستقبل، ولذلك أصبح لزاما علينا أن نعمل على توجيهها نحو العلم والعمل بتعقل لا نحو التشدق بحماية الدستور ونحن منتهكوه، فبعد الأحداث المريرة التي شغل بها «الشارع الكويتي» هناك سؤال يراودني وهو: ماذا صنعنا من أجل الشباب؟ وكيف رسمنا أنفسنا قدوات لهم؟ فهم حملة مشاعل النهضة ولواء الوحدة على خطواتنا ودروبنا، لمواجهة أي ظرف قاس قد يمرون به مستقبلا، لحماية وطنهم من مزالق ومخاطر التمزق والتفرق، فهم سيشكلون رمز عزته وقوته وثباته استنادا إلى قوله تعالى (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ـ الأنفال: 60) فعلى عاتق الشباب ستقع مسؤولية استكمال رسالة آبائهم وأجدادهم، ولن يفتحوا المجال لضعفاء النفوس ممن يغرر بهم، للنيل من مكتسبات الكويت عبر التاريخ، فلا شك أنهم سيكونون الطاقات التي يفخر بها الوطن في بناء نهضته والحفاظ على وحدته وتماسك صفوفه، التي كانت ولاتزال شعارنا وسمتنا، فلن تزدهر الكويت وترجع إلى سابق عهودها، إلا بالوحدة والأمن والاستقرار، وفي ظلها ستتكامل الجهود والقوى في بناء وترسيخ دعائم الديموقراطية والحرية الصحيحة. فسمعا وطاعة لك يا صاحب السمو، فيما تأمر وفيما تفعل وستفعل، لحمايتنا من أنفسنا فأنت الأحكم والأقدر والأجدر، فأنت الذي يقرأ ما هو قادم وما هو بين السطور.