فارس السبيعي
قمت بزيارة دولة قطر الشقيقة في أواخر الثمانينيات بواسطة السيارة عن طريق مركز أبو سمرة، ولقد رأيت ذلك المركز الحدودي في حالة يرثى لها، طاقم وظيفي غير قطري! ومكاتب من الكيربي، وساحات ترابية تملأ المركز، ويخيل للزائر أنه قادم إلى إحدى الدول الأفريقية! وكان مركز النويصيب في ذلك الوقت يعتبر مركزا نموذجيا مقارنة بمراكز بعض الدول الخليجية آنذاك. وبعد تسلم الشيخ حمد قيادة الدولة قمت بزيارتها مرة أخرى أي بعد 15 سنة، وإذا الحال قد تغير تماما، فما عاد المسافر يرى ملامح السمرة في المركز، ولا وجود لصفائح الكيربي والساحات الترابية تحولت إلى البساط الأخضر الطبيعي، وصار المركز أشبه ما يكون بالقلعة الجميلة، وصار يعد - وبلا مبالغة - من أجمل المراكز الحدودية في الخليج.
والكويت بها مراكز حدودية أهمها من وجهة نظري مركز النويصيب، حيث إنه بوابة الخليج ومعبر البضائع للدول الأخرى، وهو صغير جدا وتصميمه الهندسي لا يناسب المرحلة وفيه عدة أخطاء كبيرة، منها أنه المركز الخليجي الوحيد الذي تسبق الجمارك الجوازات عند دخول البلاد! وكذلك لا يوجد مكان لاستراحة سائقي الشاحنات قبل انطلاق القافلة ولا توجد ساحة مسفلتة تستخدم كموقف لشاحنات النقل التجارية إلى حين انطلاق القافلة بمعية وزارة الداخلية، وكأن هؤلاء السائقين ليسوا من البشر! لا توجد دورات مياه ولا مصلى يقيمون فيه صلاتهم، ولا مطعم يتناولون فيه طعامهم ولا حتى بقالة صغيرة تقدم الحاجيات الضرورية.
بصراحة المنفذ يحتاج إلى نسف من جذوره فلا تنفع معه عمليات الترقيع لأنه لا يستوعب الحركة الكبيرة، خاصة بعد تطبيق نظام التنقل بالبطاقة المدنية بين جميع دول الخليج، القائمون على المركز يبذلون المستحيل لحل المشكلات وجهود «أبوصليب» واضحة للعيان، ولكن لا يصلح العطار ما أفسد الدهر!
آخر رمسة:
أتمنى أن يقوم وزير المواصلات بزيارة مركز النويصيب نهاية الأسبوع في أحد المواسم كالحج أو الربيع ليرى بأم عينيه أحوال العباد المسافرين ومشكلة موظفي المنطقة المقسومة.