حامد العمران
دخلت البطولة التنشيطية الاولى لكرة اليد مرحلة الجد بعد مضي 9 اسابيع، وبدأت نسائم التأهل الى الدور نصف النهائي تداعب 8 فرق مع اختلاف نسبة التأهل فيما بينها، لكن وجود هذا الكم من الفرق في دائرة المنافسة يؤكد ان البطولة مثيرة، وان الفرق متقاربة المستوى، وهذا ما جعل اغلب مباريات البطولة قوية ولا تتضح النتيجة الا مع الثواني الاخيرة من المباراة، ما اثار جوا من المتعة على البطولة التي تعتبر من الناحية الفنية من انجح البطولات التنشيطية على مدار السنوات الماضية، ويعود ذلك الى عدة عوامل اهمها ان الاتحاد سمح للاعبي المنتخب بالمشاركة مع فرقهم حتى الاسبوع التاسع حتى بدء تدريبات «الازرق»، ما ادى الى ارتفاع المستوى الفني بالاضافة الى حضور لجنة التدريب والجهاز الفني لجميع المباريات، الامر الذي اضفى مزيدا من اللعب الجدي على اداء اللاعبين لمحاولة لفت نظر الجهاز الفني لـ «الازرق» لعلهم ينالون شرف تمثيل المنتخب، وهذا بالفعل ما حصل عندما تم استدعاء ثلاثة لاعبين برزوا في البطولة وهم محمد التمار (السالمية) وعبدالعزيز التراك (كاظمة) ومحمد الغربللي (الكويت).
وايضا ما لفت النظر بشكل كبير هو اللعب بروح قتالية لدرجة ان بعض النتائج جاءت على خلاف المتوقع وابرزها في لقاء الكويت مع العربي عندما تقدم «الاخضر» بفارق 9 اهداف، وفي النهاية استطاع «الابيض» ان ينهي اللقاء لمصلحته بفارق هدف، وايضا استطاع الجهراء ان يحول تأخره بفارق 6 اهداف امام النظر الى فوز بفارق هدف، وفي المباراة التي جمعت العربي مع السالمية سجل الفريقان هدفين في آخر 10 ثوان لينتهي اللقاء بالتعادل، والامثلة كثيرة في هذه البطولة على الروح القتالية التي كانت مفقودة في المواسم السابقة. فرصة التأهل الى الدور نصف النهائي من الناحية الحسابية سانحة امام 8 فرق وهي السالمية، الفحيحيل، اليرموك، الكويت، النصر، العربي، الصليبخات والجهراء، حيث ان السماوي يعتبر صاحب الفرصة الابرز لتصدره المسابقة برصيد 15 نقطة عن 8 مباريات وتبقى له 4 مباريات ويحتاج الى فوز وتعادل، حيث ان النقطة 18 تضمن التأهل وسيدخل في حسابات اخرى عندما يتوقف رصيده عند 17 نقطة وينتظر نتائج الفرق الاخرى، فيما يحتل الفحيحيل المركز الثاني برصيد 14 نقطة وتبقى له 3 مباريات ويأتي اليرموك والكويت في المركز الثالث برصيد 11 نقطة لكل منهما و3 فرق في المركز الخامس برصيد 9 نقاط لكل منها وهي النصر والعربي والصليبخات وللاخير 3مباريات مؤجلة، فيما يعتبر الجهراء صاحب الفرصة الاضعف في التأهل لاحتلاله المركز الثامن برصيد 8 نقاط، ويملك 4 مباريات ويحتاج الى الفوز فيها مع انتظار نتائج الفرق الاخرى.
نظرة فنية
بنظرة فنية على الفرق الثمانية، نجد ان السالمية قدم افضل مستوى فني وكان ثابتا في مستواه بقيادة المدرب المصري جمال شمس الذي لعب وفق امكانيات لاعبيه وكان هادئا على دكة الاحتياط، واثقا من فريقه لوجود عدة حلول تكتيكية لاسيما ان السماوي يضم 7 لاعبين في المنتخب الاول وعلى الرغم من هذا الكم الكبير من اللاعبين الدوليين الا ان الفريق لا يملك عناصر في الصف الثاني قادرة على تعويض غياب اي لاعب من الاساسيين وهذا ما سيدخل السالمية في مأزق في المباريات المقبلة عندما ينضم اللاعبون الى الازرق وبذلك سيلعب السالمية مبارياته الاربع الاخيرة امام الصليبخات، الشباب، الكويت والفحيحيل بلاعبي الصف الثاني مما يصعب من مهمة الفريق لتحقيق الفوز وقد يقف السالمية عند رصيد 15 نقطة ويفقد فرصة التأهل الى نصف النهائي وسيجد نفسه في ورطة.
استقرار في الفحيحيل
يعتبر الفحيحيل صاحب ثاني افضل عروض في البطولة بعد السماوي واستحق احتلال المركز الثاني ويعود ذلك الى استقرار التشكيلة بقيادة كابتن الفريق سعد العازمي وتنويع اللعب فتارة تجده يلعب على الطرفين لوجود المتألقين سعد سالم وعبدالله جمعة وتارة يركز على الخط الخلفي لوجود عبدالله احمد وفيصل العازمي وسالم انس واذا خرج الفريق المنافس بدفاع متقدم يأتي دور لاعب الدائرة العازمي، ويتميز لاعبو الفحيحيل بالخبرة الجيدة في التعامل الصحيح مع المباريات بالاضافة الى وجود حارس خبير وهو عبدالرزاق البلوشي الذي يعتبر صمام الامام لمرمى فريقه، ما يبعث الطمأنينة لزملائه في الدفاع الى جانب الحارسين رائد القطان واحمد المتروك.
اليرموك مد وجزر
يأتي البرموك في المركز الثالث برصيد 11 نقطة وهذا الفريق يثير الغرابة لعدم استقراره على مستوى ثابت فتارة تجده في القمة ويهزم الفحيحيل وتارة اخرى يهبط اداء الفريق ويخسر مباراة سهلة وهذا يعود الى المدرب التونسي فتحي عزوزي الذي يجب ان يقرأ المباراة جيدا ويلعب بالطريقة المناسبة في الاوقات الحرجة، خاصة في الناحية الدفاعية لما يملكه «اليرامكة» من لاعبين يعرفون جيدا كيف يلعبون كرة اليد، ويمتازون بحركة سريعة مفقودة عند الفرق الاخرى، واللافت للنظر في اليرموك انه افضل فريق ينفذ الهجوم المرتد، وبات يحسب له الف حساب عند الفرق الاخرى.
ويملك اليرموك مجموعة من اللاعبين الناشئين المميزين، خاصة في الخط الخلفي، بوجود مطلق الدوسري وعبدالوهاب السيف، واستطاع هذا الثنائي تعويض غياب نصير حسن لاصابته، ويقود الفريق صانع الالعاب محمد العوض صاحب الخبرة الجيدة، ويضم لاعبين اجنحة من الطراز الاول وهم محمد البلوشي وصالح الموسوي وعبدالله البلوشي، لكن يعيب الفريق عدم وجود لاعب دائرة متمكن وان كان عمر الحمدان يجتهد في حدود امكانياته المتواضعة لأنه لاعب خط خلفي والمركز جديد عليه، وفي حراسة المرمى الناشئ الواعد محمد متعب الذي يحتاج الى فرصة كبرى لكسب الثقة بنفسه امام اللاعبين الكبار.
عموما، فرصة اليرموك جيدة في التأهل الى الدور نصف النهائي شرط الفوز في لقاءاته الثلاثة المقبلة امام القادسية والجهراء والصليبخات والوصول الى النقطة 17.
روح عالية للكويت
احتل الكويت المركز الثالث بمشاركة اليرموك برصيد 11 نقطة بعد فوزه بأربع مباريات وتعادله في 3 وخسارة وحيدة، وتبقى للفريق اربع مباريات امام الفحيحيل، السالمية، التضامن وخيطان، وتعتبر فرصة «الابيض» جيدة، خاصة انه قد يواجه السالمية من دون لاعبي المنتخب بالاضافة الى انه سيخوض مباراتين سهلتين نسبيا مع التضامن وخيطان.
ولفت «الابيض» الانظار في هذه البطولة بعد ان حول تأخره في اغلب المباريات الى فوز او تعادل، ما اكد ان الروح العالية عادت للفريق بعد غيابها عنه في الموسم الماضي، وهذا يحسب للمدرب الجزائري زين الدين الصغير، في المقابل عاب المدرب عدم استقرار التشكيلة، واشرك 14 لاعبا في الشوط الاول على الرغم من الاستعداد الجيد في الدقائق الاولى من خلال اللعب بالطريقة الدفاعية المناسبة، لكن يبدو انه لا يختار اللاعب المناسب منذ البداية.
ويعتبر اللاعب الناشئ محمد الغربللي ابرز من قدمهم «الابيض» الموسم الحالي بعد تثبيته في التشكيلة الاساسية ليكون القوة الضاربة في الخط الخلفي لاجادته التصويب الخارجي، ما جعل المراكز الاخرى تجد فرصة كبرى لمواجهة المرمى بعد تركيز دفاع الخصم على الغربللي.
وكان اللاعب الدولي علي المذن الابرز بعد مشاركته للفريق منذ الاسبوع الرابع، وظهر المخضرم وليد الحجرف بمستوى رائع في الاوقات التي يشارك فيها في الدفاع والهجوم، وامتاز احمد الكندري بحسن القيادة بمركز صانع الألعاب، الى جانب خالد البراك، فيما ظهر مشاري المنصور على فترات وكان الجناح الأيسر مشاري العتيبي من العلامات البارزة، وقدم محمد شناوة مستوى جيدا في الدفاع وظهر الحارسان احمد الفرحان وناصر الهاجري بمستوى جيد، كل هذه العوامل ساعدت الابيض على ظهوره بمستوى ثابت في المراحل التسع من البطولة.
العربي بمركز غير مناسب
يعتبر العربي (9 نقاط) من افضل الفرق ويملك عناصر جيدة في جميع المراكز دون استثناء ولكن وجوده في المركز الخامس لا يتناسب مع امكانيات اللاعبين ما يثير الاستغراب، على الرغم من وجود المدرب التونسي الشاذلي القايد الذي يعتبر من افضل المدربين قبل موسمين بعد ان حقق 5 بطولات مع القادسية في موسم واحد ولكن الحال اختلف مع الاخضر على الأقل في البطولة التنشيطية.
ومن خلال المباريات الـ 8 التي لعبها العربي اتضح ان لاعبي الخبرة لا يعرفون كيف يتعاملون مع الأوقات الحساسة، خاصة صلاح انس، فدائما نجد العرباوية مستعجلين في انهاء الهجمة في الدقائق الأخيرة، عندما يكونون متقدمين ما يساعد منافسهم على تقليص الفارق.
لذلك على مدرب الفريق ان يعي هذه النقطة جيدا اذا اراد لفريقه ان يتجاوز المباريات الصعبة.
ويزخر الاخضر بكم كبير من اللاعبين المميزين منهم انس ومناور دهش وعبدالعزيز المطوع وامجد مقبل وحسن الشطي وحسين حبيب، بالاضافة الى وجود 4 حراس بمستوى جيد وهم عبدالله الحلواجي وعبدالله الصفار ومهدي عبدالحليم وفيصل العلي، وهؤلاء النجوم باستطاعتهم انتشال العربي من وضعه الحالي متى ما لعب الفريق بطريقة مناسبة طوال الـ 60 دقيقة.
عروض قوية للصليبيخات
يعتبر الصليبيخات (9 نقاط) من أبرز المرشحين للتأهل الى الدور نصف النهائي بعد العروض القوية التي قدمها الفريق في الاسابيع الخمس الاولى ولكن الحال قد يختلف بعد استئناف البطولة التنشيطية عقب البطولة الآسيوية للاندية، حيث ان الصليبيخات يضم 5 لاعبين في المنتخب الاول وهم هيثم الرشيدي وفيصل صيوان ومحمد فلاح وحسين صيوان وسامح الهاجري وهؤلاء يعتبرون اعمدة الفريق وقد يتأثر اداء الفريق في المباريات المقبلة بغيابهم، وقد تلعب نتائج الفرق لمصلحة الصليبيخات خاصة انه سيخوض مباريات سهلة ربما يفوز بها حتى لو لعب بالصف الثاني.
النصر تأثر بغياب واصل
بالنسبة للنصر (9 نقاط) تأثر كثيرا بغياب فيصل واصل لاحترافه في الخارج، وفقد نقاطا سهلة من الصعب عليه تعويضها في المباريات المقبلة، فيما كانت بداية الجهراء (8) قوية بفوزه المستحق على كاظمة بفارق 5 أهداف ولكن سرعان ما تراجع الفريق، على الرغم من وجود لاعبين جيدين في جميع المراكز، ابرزهم عبدالله الشطي وانور مفرح والحارس الواعد فيصل البذالي.
عموما لاتزال الفرصة سانحة امام الفرق الـ 8 المذكورة واوراق بعض الفرق التي كانت مرشحة بعد غياب الدوليين ستختلط، ما يزيد من حظوظ الفرق الاخرى التي لن تتأثر بغياب لاعب او اثنين فقط.