القاهرة - أيمن صقر
أكد الرئيس المصري محمد حسني مبارك حرص مصر على دعم الجهود الأفريقية والدولية لاحلال السلام في اقليم «دارفور» والسودان، وقال «انني اتخذت قرار المشاركة في عمليات حفظ السلام في اقليم دارفور بعد دراسة متعمقة لاعتبارات سياسية وعسكرية عديدة».
وأوضح الرئيس مبارك امس في كلمة لدى تفقد القوات المصرية المشاركة في عملية حفظ السلام في دارفور أن مشاركة مصر في عمليتي حفظ السلام في جنوب السودان ودارفور، يعكس ما توليه مصر من أهمية لاستعادة السلام والامن والاستقرار، وتحقيق المصالحة الوطنية بين أبناء السودان الواحد.
وقال القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية الرئيس حسني مبارك ان اتفاق السلام الشامل مع جنوب السودان الذي تم التوصل اليه منذ ثلاث سنوات جاء لينهي أطول حرب أهلية في تاريخ أفريقيا استنزفت أرواح العديد من أبناء السودان ومورادهم وثرواتهم.
ليس بعيد المنال
وأضاف: ان الاتفاق برهن على أن السلام ليس أملا بعيد المنال، وأثبت أن السودانيين قادرون -بالعزم الصادق والنية المخلصة- على الحوار والتفاوض بعيدا عن الصراع والتشرذم والاقتتال.
واشار الى أن الاتفاق أعطى القدوة والمثل، وفتح الباب للامل في تحقيق سلام مماثل في اقليم دارفور، ينتهج طريق الحوار والتفاوض، يعلي مصالح السودان وشعبه، ويتيح الاستقرار الضروري لاعادة البناء والتنمية والاعمار.
وتابع: ان مصر تتطلع للسلام في دارفور باعتباره عنصرا رئيسيا من عناصر تحقيق السلام الشامل في السودان، ونواصل اتصالاتنا بحكومة الخرطوم وزعماء الفصائل في دارفور ونتعامل مع أبناء دارفور والسودان كأشقاء متساوين دون تفرقة أو تمييز أو تحيز وأيا كانت انتماءاتهم العرقية أو الدينية أو القبلية.
وأكد ان مصر تسعى لتحقيق السلام في جنوب الوادي بشرف وتجرد، وقال «ليست لنا أجندة خفية ولا تعنينا الا مصلحة السودان وشعبه».
وأكد الرئيس حسني مبارك ثقته الكاملة في ان القوات ستحمل شرف العسكرية المصرية في قلوبها حين تتوجه لمواقع الانتشار في دارفور.
وقال «ستتحملون مسؤوليتكم مع احدى عشرة دولة افريقية مشاركة في هذه العملية المهمة، ومع مشاركين آخرين من خارج أفريقيا، وانني على يقين من أن اداءكم وانضباطكم سيكون على أكمل وجه، يستوي في ذلك أبناؤنا في كتيبة المشاة الميكانيكي، والسرايا الثلاثة للنقل والمهندسين والاشارة، الى جانب اخوتكم أفراد وحدة الشرطة».
اسهام جديد
واستطرد انكم تتوجهون الى هذا الجزء العزيز من السودان الشقيق، حاملين معكم تقاليد العسكرية المصرية العريقة، واسهاما جديدا لما تقدمه قواتنا المسلحة لمصر ومنطقتها، ولعمليات حفظ السلام تغادرون الى دارفور حاملين معكم رسالة أخوة وتضامن لاشقائنا في جنوب الوادي، كما تحملون معكم الامل في السلام، وتطلع شعب مصر لوقف نزيف الدماء، والتوصل لكلمة سواء بين أبناء بلد شقيق، تربطنا به وبشعبه علاقات قدر ومصير.
وتابع: تلحقون باخوة لكم من رجال قواتنا المسلحة ورجال الشرطة، يتجاوز عددهم الثمانمائة من الضباط والصف والجنود، يشاركون في عملية الامم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان قمت بتوديعهم منذ عامين ونصف العام من هذا الموقع على أرض مصر، يواصلون حتى اليوم تمثيل العسكرية المصرية -بتاريخها وتقاليدها- خير تمثيل، ويسهمون في مراقبة تنفيذ اتفاق السلام الشامل بين الشمال والجنوب.
كما تلحقون بأخوة لكم من أبناء قواتنا المسلحة وأبناء الشرطة، يرابطون في دارفور منذ شهور عديدة، ويشاركون بشجاعة وتجرد بعملية الاتحاد الافريقي لحفظ السلام في هذا الاقليم الغالي من أرض السودان.
اضافة مهمة
وذكر الرئيس مبارك أن مشاركة القوات المصرية الوشيكة في العملية المقبلة في دارفور، تأتي امتدادا لهذا التحرك السياسي من جانبنا لدعم قضية السلام، وتمثل اضافة مهمة لجهود الاتحاد الافريقي والامم المتحدة والمجتمع الدولي من أجل هذه القضية.
وقال مخاطبا القوات: ستغادرون أرض الوطن في غضون أيام قليلة يصاحبكم تاريخ طويل من صلات الاخوة مع الاهل في دارفور وغيرهم من شعب السودان الشقيق.
تتوجهون لتنهضوا بدوركم ومسؤوليتكم، ومن ورائكم رصيد مشرف لمشاركة قواتنا المسلحة في عمليات حفظ السلام، منذ العملية الاولى للامم المتحدة في الكونغو عام 1960.
وأضاف: شارك اخوة لكم في العديد من هذه العمليات منذ ذلك الحين تولوا مناصب قيادية في اطار عمليات عديدة كما حدث في البوسنة وتولوا قيادة عمليات أخرى كما حدث في جمهورية أفريقيا الوسطى.
الصفحة في ملف ( pdf )