ضاري المطيري
مكتبتي العلمية في بيت الوالد نصفها الأول من مكتبات حولي الاسلامية والنصف الآخر من مكتبات مكة المكرمة والمعارض التي تقام في الكويت بين الفينة والاخرى، لشارع المكتبات في حولي ذكرى جميلة في حياتي، حيث اعتدت في الصغر ان اول ما احصل على عشرة دنانير فما فوق أسارع في البحث عن من يوصلني من اصحابي الى المكتبات لشراء الكتب النافعة فأكمل مكتبتي بها، حيث انني لم اكن قد حصلت على رخصة القيادة بعد، وعندما كنت في نهاية الثانوية فرحت كثيرا لوجود مصدر آخر لزيادة امهات الكتب التي تنقصني وهو التحاق اختي بكلية الشريعة في جامعة الكويت فيكون مرجع كتبها الي بعد كورس من الدراسة فقط، لكن ما ان خرجت تلك التكنولوجيا العجيبة والتي جمعت امهات الكتب ووضعتها في سي دي cd إلا واعتراني الكسل وضعفت العزيمة واصبحت مكتبات حولي مجرد ذكرى آتيها من فترة لأخرى، فعندي على «اللاب توب» موسوعة المكتبة الشاملة والتي تحوي اكثر من 5000 مؤلف علمي شرعي في مساحة تخزينية اقل من 2 جيجا وهذا مما لا شك فيه من نعم الله وافضاله.
إنها جريمة حقا وكارثة ومصيبة تلك التعديات التي طالت مكتبات حولي الاسلامية التي انتفع طلاب العلم منها فكانت مصدرا لهم للنهل من العلم دون التكلف والسفر للخارج لاقتناء الكتب من مصادرها الاصلية، وان التجرأ والتعدي على مكتبات اسلامية وممتلكات مسلمين مسالمين يدل على انه لاتزال هناك عقول مريضة وافكار عدائية مستهترة تحتاج الى ردع كما انها تحتاج الى «طولة بال» في علاجها، ونهنئ بالمناسبة وزارة الداخلية على سرعة القبض على الجاني.
«سلامات وما تشوف شر» كلمات نقولها للشيخ الفاضل جاسم العيناتي الذي امتعنا في رمضان الماضي بمشاركته الفعالة على تلفزيون الكويت عبر برنامجه الايماني الممتع، ونسأل الله ان يعجل في شفائه ويكتب له الاجر والعافية.
من المحزن والمروع ان تجالس احد زملائك وتضاحكه وتسامره وفي الغد اذ انت تفقده، تواعده او تهاتفه او تناقشه في موضوع ثم فجأة يخطفه الموت، توصيه وتستفسر منه ثم تودعه راجيا ان تلقاه بعد، فإذا بملك الموت يفاجئه، والله إنها لآية وعبرة وتذكرة بأن الموت قريب وهو يأت بغتة دون انذار او استئذان، رحم الله اخويّ وزميليّ اللذين لم أتعرف عليهما كفاية ومع ذلك ما رأيت منهما إلا كل خير، فرزق الله ذويهما الصبر والسلوان.