جعفر محمد
العنوان أعلاه كان مسرحية مصرية أبدع كاتبها ومخرجها وجميع ممثليها حتى الكومبارس منهم، وكان الإسقاط الرئيسي المراد توصيله كرسالة هو أن الأبناء حين يكبرون لا يمكن للأب أو الأم استغفالهم، مهما بلغ الأمر حتى ولو مثل الأب والأم دور المثالية في العلاقة، حيث سيكشفهم الأبناء كونهم كبروا وأصبحت لهم تجاربهم التي تخولهم ملاحظة تراجع العلاقة بين والديهم، نحن في الكويت ولأن مشاكلنا عديدة، فإن الطفل الصغير يكتشفها دون الحاجة لأن يكبر ويفهم، قس على ذلك عزيزي القارئ ما بدالك من أمثال وحوادث ولنقل أدناها ظاهرة الطلاق، التي أصبح الطفل يعرفها ويلم بمجرياتها بسبب معاناته مما يحدث أمامه من الأب والأم، كما أن بعض الأطفال أصبحوا طرفا في النزاع بل هنالك من يحث الوالدة أو الوالد ويوجهه في بعض الأحيان، ولأنني لست متخصصا في القضايا الأسرية فإنني لن أعول عليها إلا كمدخل لما أردت الحديث عنه، وهو الشأن السياسي الاجتماعي المرتبط من جانبه الأول بالأسرة الحاكمة وبالتجار من جانبه الآخر، فهاتان الشريحتان يعانيان من حسد عامة الشعب لهم لكونهم في مكانة مرموقة ونفوذ مكتسب، ففي مطلع الثمانينيات من القرن المنصرم طفت على الساحة الكويتية مقولة أين هو الصف الثاني في هذين الجناحين، وكانت رؤية من أطلق هذا التساؤل ثاقبة، فنحن في الكويت نفتقد مثل هذه الرؤية كافتقادنا الصف الثاني في أغلب المواقع، فعلى مر الوقت ومنذ انتشار هذه المقولة أي ما يقارب عقدين من الزمان لم يبرز من الجانبين، أي الأسرة والتجار إلا ستة أو ثمانية شخصيات عامة تزور وتواصل المواطنين، وتظهر في وسائل الإعلام وتتصدر المجالس مع الكبار (الله يطول لنا في أعمارهم)، حتى ان بعضهم كان يظهر على استحياء، ومن هؤلاء النفر القليل انزوى البعض وخاف البعض الآخر وفضل العودة إلى وضعه السابق، وبين هذا وذاك بدأت الصفوف الثانية والثالثة والرابعة في الانطلاق، فمنهم من نظم نفسه وأعد وثيقة ومنهم من دخل على الخط وأسس الشركات الاستراتيجية، حتى ازدهرت المجالس وصارت لهم منبرا يسمعهم الشعب فيه وينسجم معهم، فأحسوا الكبار بأنهم لا يستطيعون إخفاء الأمر من خلافات وأسرار عن هؤلاء، حتى بات بعض هؤلاء ممن يعتمد عليهم ويؤخذ برأيهم - وهذا ما أظنه صحيحا - قد يخلق لدينا في السنوات المقبلة أجيالا وصفوفا، تدير البلد بكل اتجاهاته إلى طريق السلام والسؤدد والرخاء.
كلمة راس
في الكويت نماذج لشخصيات مسرحية العيال كبرت بعضهم نواب ووزراء فهناك عاطف الساذج وسلطان اللئيم وهناك من يود الهرب ولكنه انكشف وخاب ظنه.