تتصاعد وتيرة وحدة النزاع في الشأن السياسي المحلي، ويزداد اتساع مسافة الشقة بين أبناء البيت الواحد، بعد أن غلبت نزعة النقمة على خطاب الحكمة وعلت نبرة أصوات أهل الهوى والفساد وانزوى أهل العقل والرشاد. فأصبحت التنمية أمنية، في دولة منّ الله عليها بالنعم يأتيها رزقها من كل مكان، تعيش في فائض مالي في الوقت الذي تنهار فيه دول عريقة بسبب العجز والإفلاس. وفي ظل تنازع أهل المصالح والنفوذ يستمر الأمر في وضع التوقف المستحكم dead lock بين أطراف الصراع، ويستمر استنزاف طاقات البلاد وتزداد نسبة المتشائمين حتى من بين من كانوا متفائلين في السابق على حد تعبير البعض، لذا لا أرى بدا من أن تبادر ولا تيأس نخب أهل الصلاح، المتجردين من الهوى ورغبة التكسب، ممن آثروا الصمت في الفترة السابقة، في التواصل مع أطراف النزاع وأن يقوموا بواجب النصح لهم بقول الحق، لا كما يودون أن يسمعوا، عسى الله أن يلهمهم الرشد لما فيه خير البلاد والعباد. ولله در الأديب الشاعر محمد أحمد المشاري ـ رحمه الله ـ حين قال:
وكل فعل له رد يماثله
وقد يزيد فتزداد المصيبات
فلا يغرنك سيف أنت شاهره
فالسيف ينقل والأيدي كثيرات
والعدل في الحكم أس لا بديل له
إذا تزعزع تنهار الحكومات
[email protected]