كان حضور السلفيين في الانتخابات المصرية أمرا مفاجئا لكل المراقبين السياسيين والإسلاميين وسواهم، فأغلب السلفيين كما هو مشهور عنهم لا يحبذون الدخول في المعترك السياسي، كما أنهم لا يرون أن من حق المرأة الترشح لمثل هذه المناصب السياسية، ولهذا لم يكن للسلفيين المصريين حزب يعبر عن آرائهم السياسية، بل لم يكونوا ـ حسب علمي ـ يفكرون في إنشاء أي حزب سياسي، فإذا عرفنا أن حزبهم (النور) لم ينشأ إلا قبل 4 أشهر أدركنا حجم المفاجأة التي أدهشت كل المراقبين للانتخابات المصرية سواء كانوا من داخل مصر أو من خارجها.
صحيفة النيويورك تايمز الصادرة في 1/12/2012 قالت: إن نتائج الانتخابات الأولية للمرحلة الأولى من الانتخابات كشفت أن الإسلاميين هم من سيقود مصر في المرحلة القادمة وأعربت الصحيفة عن دهشتها من نجاح السلفيين حيث كان هذا النجاح مفاجأة غير متوقعة والواقع أن قادة حزب النور أنفسهم لم يكونوا يتوقعون النتائج التي حصلوا عليها، وكان أفضلهم يتوقع حصول حزبه على نسبة مئوية ما بين 10 و15% ولكن الواقع جاء بشيء أفضل من ذلك. والسؤال المهم: لماذا حصل السلفيون على هذه النتائج رغم عدم استعدادهم للانتخابات على غرار حزب الإخوان المسلمين؟ في ظني أن الشعب المصري شعب متدين بالفطرة، ولهذا كان من الطبيعي أن يعطي صوته لمن يمثل دينه، وفوق ذلك فإن الظلم، الذي عانى منه معظم المصريين خاصة في السنوات الأخيرة دفعهم للبحث عمن يخلصهم من الظلم الواقع بهم فلم يكن أمامهم إلا الله عز وجل ثم من يتخذ من الإسلام منهجا له وإذا عرفنا أن الأحزاب الليبرالية والعلمانية وما شابهها لا تلقى قبولا من الشارع المصري لأنها لم تقدم للشعب الخدمات التي يحتاجها، وكان معظمها أقرب إلى التعاطي مع الحكومة السابقة وأهدافها عكس ما كان يفعله الإسلاميون عموما أدركنا سبب لجوء معظم الشعب المصري للبرامج الإسلامية، كما أدركنا لماذا حصل السلفيون على تلك النسبة المفاجأة للجميع. المهم ليس في الوصول إلى البرلمان ثم إلى السلطة بل القدرة على القيام بما يحتاجه المواطن في سائر شؤون حياته وهذا هو الاختبار الحقيقي للسلفيين خاصة ولغيرهم عامة.
[email protected]