ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية امس أن وفاة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل ـ في قطار كان يقله صباح السبت الماضي ـ يعتبر بمثابة فشل ذريع بالنسبة لجهازي الاستخبارات الأميركي والكوري الجنوبي. وأشارت الصحيفة ـ في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني بشبكة الإنترنت ـ إلى أن وزارة الخارجية الأميركية أقرت بالتقارير الصحافية التي وردت بوفاة كيم بعد إعلان وسائل الإعلام الكورية الشمالية عنها بالفعل بعد مضي يومين على وفاته.
وأضافت الصحيفة ان فشل الاستخبارات الأميركية والكورية الجنوبية في التوصل إلى الاتصالات الهاتفية المذعورة بين المسؤولين الحكوميين الكوريين الشماليين او حتى الجنود المحتشدين حول قطار الرئيس الكوري الشمالي يدل على الطبيعة السرية لكوريا الشمالية المنعزلة على نحو يتحدى الجواسيس والأقمار الصناعية.
ومضت الصحيفة تقول إن الاستخبارات الآسيوية والأميركية فشلتا من قبل في الحصول على اي معلومات حول التطورات الجوهرية في كوريا الشمالية، موضحة ان بيونغ يانغ قامت ببناء مصنع مترامي الأطراف لتخصيب اليورانيوم الذي لم يتم رصده لنحو عام ونصف حتى قامت كوريا الشمالية بعرضه على عالم نووي أميركي في أواخر عام 2010.
من جانبه، قال الباحث الأميركي دوغ بيندو ان ثمة إمكانية ضئيلة لتفجر ثورة مطالبة بالديموقراطية في كوريا الشمالية على غرار الربيع العربي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك بعد وفاة الزعيم الكوري الشمالي. وقال كبير الباحثين بمعهد كيتو للأبحاث المحافظ في الولايات المتحدة عبر مقالة رفعها في موقع المعهد في نبأ أوردته وكالة يونهاب الكورية الجنوبية الثلاثاء «يأمل البعض في تفجر ثورة شعبية في كوريا الشمالية، إلا أن إمكانية ذلك ضئيلة جدا». واضاف بيندو قائلا ان معظم السكان في كوريا الشمالية يتمركزون في المناطق الريفية، وترغب الطبقة المستنيرة في الإصلاح، لكنها لا ترغب في قيام ثورة شعبية.
وتابع بيندو «لا يبدو أنه سيكون هناك إجراء مفاوضات نووية أو التوصل إلى اتفاق خلال الفترة القصيرة بسبب وفاة كيم جونج إيل، حيث ستدخل كوريا الشمالية في صراع من أجل السلطة، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى اندلاع أعمال عنف». وأشار في تحليله إلى أنه لا أحد يستطيع أن يعلن عن إلغاء أو التنازل عن برنامج التطوير النووي في الشمال مادام الغموض السياسي يسود حاليا»، مضيفا بقوله «ولن تلعب الصين أيضا دورا كبيرا، لأنها ترغب أيضا في الحفاظ على الوضع الحالي». ونصح حكومة واشنطن بالانتظار ومتابعة الأوضاع أولا، مشيرا إلى أن الحكومة لن تجد عملا تقوم به في هذه المرحلة.
إلا انه أكد على ضرورة إجراء الاتصال مع الصين للحفاظ على الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية مع إبداء العزم لبدء الحوار مع الشمال.
وقال الباحث الذي يطالب بضرورة انسحاب القوات الأميركية من كوريا الجنوبية، على واشنطن أن تتعهد بسحب قواتها من شبه الجزيرة الكورية عندما تتوحد الكوريتان، وألا تتسرع لتعزيز التحالف مع كوريا الجنوبية في مواجهة الاضطرابات الممكنة في كوريا الشمالية لان كوريا الجنوبية لها القدرة الكافية للدفاع عن نفسها.
وفي سياق متصل، قالت وكالة الأنباء المركزية في كوريا الشمالية ان أصغر أبناء زعيم البلاد الراحل كيم جونغ إيل، وخليفته المرتقب، قد ألقى امس النظرة الاخيرة على جثمان والده الثلاثاء.
وذكرت الوكالة انه بعد يوم من إعلان وفاة كيم ألقى الابن كيم جونغ أون نظرة الوداع على جثمان الأب يرافقه عدد من مسؤولي الحزب والحكومة والجيش في بيونغ يانغ، «وأعرب عن عميق أسفه».
وفي رسالة بثتها الوكالة أمس الأول، وصفت الحكومة والجيش والحزب الحاكم الابن كيم جون أون بـ «الخليفة العظيم» و«المحترم» والقائد «الفذ» و«الحكيم».
