تابعت كلمة مندوب سورية في الأمم المتحدة بشار الجعفري وهو يحاول – يائسا - تبرير المجازر التي يرتكبها «معلمه» بشار الأسد في أنحاء سورية – عامة - وفي حي بابا عمرو في حمص – خاصة - وكان دفاعه عن هذه المجازر وعن نظام بلده وكأنه رسالة احتضار أخيرة أو تقديم شهادة وفاة لأسوأ نظام قمعي توارثه الابن عن أبيه ولم يرد الله له الاستمرار فكانت هذه الثورة الشعبية المباركة التي جاءت لإزالة هذا النظام.
الجعفري مازال متشبثا بأقوال سادته في دمشق، فليس هناك ثورة شعبية عن الإطلاق، وإنما مجرد عصابات مسلحة حملت السلاح لإحداث الفوضى في حمص وبعض المناطق الأخرى ولأن حكومته مسؤولة عن أمن شعبها فهي لا تقوم إلا بواجبها الأخلاقي والطبيعي الذي تفعله كل دول العالم - كما يزعم!
ومن أجل ذلك فالجعفري - عاتب وبشدة- على «صديقه» بان كي مون الذي وصف أحداث حمص بـ«المروعة»، فهذا الصديق أخذ معلومات من مصادر غير موثوقة لفقها أعداء سورية وكأن هذا «الصديق» صبي لا يفقه ما يقول!
ولا أدري هل سيعتب «الجعفري» على الصحافيين والأطباء ووسائل الإعلام التي تحدثت عن المذابح الهائلة التي شاهدوها ترتكب بأيدي وحوش نظامه في حمص؟ وهل سيعتب على دول عربية وأجنبية تعرف بدقة حقيقة ما يرتكبه نظامه من قتل وتجويع وتشريد لعشرات الآلاف من المواطنين السوريين؟!
كيف يفسر الجعفري كل تقارير منظمات العفو الدولية وحقوق الإنسان، التي تتحدث عن الوضع الإنساني المأسوي في حمص وغيرها؟ وكيف سيبرر منع سلطات بلاده لهذه المنظمات من ممارسة دورها الإنساني في إنقاذ المصابين وإطعام الجوعى وتأمين الضروريات لكل الذين حاصرهم نظامه المتوحش؟! كيف سيبرر قصف طائرات سيده للمواطنين في الرستن وغيرها؟!
الجعفري مازال يتحدث بلغة خشبية عتيقة ما عادت تقنع أحدا، وما أظنه هو مقتنع بما يقول! ومع أنه حاول أكثر من مرة استجداء صديقه بان كي مون لكي يقف مع الشعب السوري - بحسب مفهومه - كما استجدى الحضور ليكونوا مع قيادته خاصة أنها قامت بإصلاحات كثيرة وجادة لكنه لم يفلح في إقناع أحد لأن رائحة الكذب كانت تفوح مع كل كلمة يتلفظها.
الشعب السوري يتعرض لإبادة جماعية، وهذا الوضع يتطلب أفعالا عاجلة لإنقاذ هذا الشعب المسكين، فالأقوال التي سمعناها في الأمم المتحدة لا تشبع جائعا ولا تعيد الحياة لميت! وفي اعتقادي أن تسليح المقاومة وتمويلها هو الحل الأمثل فمن حق السوريين أن يدافعوا عن أنفسهم بكل الوسائل الممكنة، ومن واجب العرب أن يقفوا معهم بالأفعال والأقوال.
وزراء خارجية دول الخليج اجتمعوا من أجل سورية والأمل أن يتمخض هذا الاجتماع عن فعل يحقق للسوريين أمنهم وينقذهم من مجازر نظامهم المستبد.
الجعفري في كلمته المطولة قدم شهادة وفاة لنظامه البائس، فالنظام الذي يفتك يوميا بالمئات من شعبه لا يمكنه الاستمرار في الحياة، وشواهد التاريخ تؤكد ذلك.
[email protected]