اعتدنا أن نواجه أي مشكلة، بإلقاء اللوم أولا على الوزير أو الوزارة مباشرة، هكذا.. بكل بساطة دون أن نكلف أنفسنا عناء البحث عن جذورها أو التفكير في أسبابها على الأقل.
ومن هذه المشاكل تلك المتعلقة بالتربية ووضع الطلبة وعلاقتهم بمدارسهم وآلية تعاملهم وتفاعلهم مع العملية التربوية، فمثلا على صعيد الالتزام بالدوام، نلاحظ أن الطلبة هم من يقرر شكل الغياب في العطل الرسمية، وقسم كبير منهم لا يلتزم بالدوام الرسمي في الأيام التي تسبق العطلة أو التي تليها، حيث بات الطلبة هم من يرسم على مزاجه شكل الإجازة، والأقسى من ذلك أن بعض الطلبة يقومون بذلك بإيعاز من بعض المعلمين ليستفيدوا بدورهم من العطلة، ويجعلوا من الطلبة أداة لتنفيذ هذا الاستجمام! ويجري كل ذلك بتساهل من الإدارة، حيث نفاجأ بنسبة حضور متدنية للغاية مما يقلل من الأيام المخصصة للدراسة القليلة أساسا.
وهذه الظاهرة نجدها على نطاق أضيق في المدارس الخاصة والتي أصبح الكثير يلجأ إليها لضمان مستوى تعليم متميز لأبنائه، فإذا كان أول شيء يتعلمه الطالب في حياته الدراسية هو عدم الالتزام بالدراسة والحضور، فماذا نتوقع منه بعد التخرج والالتحاق بالعمل؟ وهو ما نلاحظه اليوم للأسف، حيث ترافق هذه الظاهرة أبناءنا إلى الإدارات الحكومية التي غالبا ما نجدها خالية من موظفيها قبل وبعد نهاية الإجازة مباشرة.
المأزق هنا يقع فيه الملتزمون من الطلبة ومن أولياء أمورهم، فبعض أولياء الأمور يضطر إلى إعادة أبنائه لكون المدرسة أصبحت فارغة لعدم وجود طلبة قرروا الغياب، وإذا كان ولابد، فالإدارة تقوم بتجميع كل الطلبة المداومين في فصلين ولا يتم تدريسهم.
لذلك فإن المطلوب الآن، وضع نظام تلتزم به وزارة التربية بإلزام الدوام المدرسي وتطبيق إجراءات حاسمة ضد الغياب غير المبرر، وعدم التساهل مع الطلبة أو المعلمين غير الملتزمين، وللحد من ظاهرة تواطؤ بعض المعلمين، حبذا لو تصدر وزارة التربية قرارا يلزم هؤلاء المعلمين بالدوام والتواجد، حتى لو قرر الطلاب كلهم الغياب!
[email protected]