كثير ممن يقومون على التعليم والتربية يسلطون الضوء فقط على الاهتمام والابتكار لكل من أسس التدريس وتطوير المناهج المعطاة للطلبة في جميع المراحل التعليمية المختلفة سواء أكان عاما أو خاصا، ومع التطوير والتحديث المستمر والبحث عما هو جديد للشق العلمي فقط نجد أنه للأسف الشديد التطوير والتحديث يسقط من أجندته عنصر مهم وهو الطالب!
التعليم والتربية لا ينحصران فقط في المناهج بل لابد أن يستكملا بالأنشطة، ففي السابق كان النشاط المدرسي أو الجامعي له مخرجات متميزة من طلابنا على جميع مراحلهم التعليمية، بل كانت الأنشطة المعطاة للطلبة متنوعة وممتدة، أي كانت لا تقتصر فقط على فترة الدراسة بل كانت أيضا متواجدة في فترة الصيف ومن هنا تبدأ رسالتنا التكميلية للتعليم والتربية لذوي الأمر بذلك، لعل تكون سطورنا فكرة لتكون بداية لتفعيلها مرة أخرى.
تبدأ فكرتنا منذ اندثار النشاط الصيفي واستبدلت بالعمل الصيفي من خلال بعض الشركات والهيئات واستقبالها لبعض الفئات العمرية لتعمل وتتدرب لديها مقابل أجر مادي بسيط وشهادة باجتياز فترة عمل مع التقييم وبالفعل لاقت هذه الفكرة اقبالا شديدا من كثير من الأسر الكويتية فليس الكل يفضل السفر في الصيف لأسباب كثيرة لا تكون فقط من أجل الحالة المادية، ومع مرور الوقت على ذلك المشروع والإقبال عليه أصبحت الشركات والهيئات والبنوك أيضا غير قادرة على استيعاب الراغبين من الطلاب بالعمل في فترة الصيف ومن ذلك المنطلق يأتي مشروعنا التكميلي وهو: لماذا لا يصبح ذلك المشروع الخاص مشروعا عاما ويتم تحت مظلة وزارة التربية والتعليم؟
نعم لتكن البداية هذا العام لأن نسبة السفر هذا العام ستكون غير مرتفعة، وهذا يرجع لسببين وهما أن فترة الامتحانات لجميع المراحل ستنتهي في منتصف يونيو ومن ثم سيهل علينا شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا بالخير وبعد فترة وجيزة سيبدأ العام الدراسي الجديد، ومن هنا لابد علينا أن نبحث عن سبل للطالب يفرغ فيها طاقته وأيضا يثري من خلالها مواهبه وهذا ما كنا نسلط الضوء عليه في بداية كلماتنا وهو النشاط أي الموهبة التي أصبحت للأسف الشديد مهملة من الاهتمام التربوي ومنها نجد أن الطالب عندما يفقد موهبته لا يقدر على الانجاز العلمي، لان الموهبة هي التي تعطي له القدرة على الابتكار والتميز، بل نجد أن النشاط والعمل يفرغ الطالب من خلالها طاقته وتساعده أيضا على كيفية التعامل مع المجتمع بل يشعر بأنه أصبح من المجتمع وليس معزولا عنه فتصبح هويته لا تقتصر على كلمة طالب، بل على العمل والدفع به ليصبح فردا من مجتمعه.
الفكرة ليست معضلة بل بسيطة جدا وتنفيذها يقتصر على مراسلات من الجهة المعنية «وزارتي التربية والتعليم العالي» للكثير من الجهات الحكومية والخاصة الذين يدعمون عمل الشباب في الصيف «يعني السالفة ما يبيلها لجان» ومن ثم إعلان بسيط للطلبة الراغبين في المشاركة ووضع فترة العمل أو الأنشطة المقامة في الاعلان ومن هنا نكون قد استكملنا الشكل التربوي والتعليمي الصحيح وهو: العلم مع العمل يثمر لنا جيلا يعتمد عليه في المستقبل.
٭ كلمة وما تنرد: «ودعوة لأبنائي الشباب على وجه الخصوص للحفاظ على الروح الكويتية المعهودة لبناء سور الوحدة الوطنية الذي يحفظ أمنها ويصون ثوابتها، أدعوكم للانشغال ببناء كويت المستقبل وبث روح الأمل والتفاؤل.. وتوجيه الجهود نحو ما ينفع الوطن، فليس أمامنا غير النجاح فهو مسؤوليتنا المشتركة وقدرنا ونحن بعون الله على مستوى أقدارنا». هذه العبارة من كلمات صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه.
[email protected]