صلاح الساير
الجميع يلهث في ذات المضمار، ولا أحد قادر على الخروج من طقوس الانكماش.
نتساقط في قمع الحياة، جيلا اثر جيل، فتضيق العبارة وتضيق الرؤية في عتمة هذه الجوانية المتوحشة على مختلف الصعد «المحلية».
قبل أيام اجتمع الأصدقاء في المقهى، وحالما جاء صديق محام سأله الجميع «ها شخبار الطعون الانتخابية؟» بعده حضر صديق طبيب فسأله الجميع «ها شخبار الوكيل استقال؟» أصبحت أجندة البرلمان أجندة شخصية لكل مواطن.
إنها حالة من الانكفاء على الداخل.
فما عاد أحد يتكلم في الموضوعات الإنسانية. ضاقت بنا الوسيعة.
أمسينا كمثل أسماك الزينة ندور حول ذواتنا في حوض من زجاج «قابل للكسر»!
صار الطقس يشبهنا.
فحين كان الهدوء والصفاء يعمان المجتمع لم تعرف البلاد هذه الموجات المتتالية من العواصف والأتربة، وحين انقلبت أحوال البشر تبدلت حالة الطقس، فشح المطر، ومحلت الأرض، واكفهرت السماء.